كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام عبدالملك بن مروان ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 484 - الجزء 1

  برواية أمه وخالته - رحمة الله عليهما - له عن النبي ÷ أنه همّ بهدمها وبنائها على أساس إبراهيم وإسماعيل @ لولا قرب عهد قريش بالجاهلية.

  وولّى الحجاج بن يوسف على من بقي من المهاجرين والأنصار أصحاب رسول الله ÷ ففعل العظيم، وركب الجسيم، ولو لم يكفر إلا بتولية الحجاج على أمر الأمة مع ظهور كفره، وعموم شرّه.

  تولي سنة خمس وستين، وتوفي للنصف من شوال سنة ست وثمانين، ودفن بدمشق، وكان عمره ستين سنة على خلاف.

  وفي أيامه قتل العلماء⁣(⁣١) والفضلاء: كعبدالله بن الزبير، وابن مطيع، وسعيد بن جبير وغيرهم، وختم على أعناق كثير من أصحاب رسول الله ÷؛ فمنهم: جابر بن عبدالله الأنصاري، ونال منهم كل منال، وصحّت قتلى الحجاج اللعين صبراً في أيامهم مائة ألف وعشرين ألفاً.

  ورآه رجل يخطر في المسجد وهو متقلّد لسيف محلّى وكان لا يعرفه فقال لخالد بن يزيد: من هذا؟ فقال خالد بن يزيد: بخٍ بخٍ هذا عمرو بن العاص، فسمعه الحجاج فرجع إليه وقال: سمعتُ يا خالد ما قلتَ، والله ما يسرني أن العاص ولدني، فإن شئت أخبرتك بنسبي: أنا ابن العقائل⁣(⁣٢) من قريش، وابن الجحاجح⁣(⁣٣) من ثقيف، وأنا الذي ضرب مائة ألف بالسيف يشهدون على أبيك بالكفر وشرب الخمر حتى أقروا أنه خليفة الله في أرضه، ثم ولى وهو يقول: بخٍ


(١) ذِكْر الإمام # لابن الزبير لكونه من العلماء لا لكونه من الفضلاء، فحاله معلوم لبغيه على أمير المؤمنين # وعداوته لأهل البيت $ لا تخفى. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.

(٢) قوله: العقائل جمع عقيلة كسفينة: الكريمة المخدرة، ومن القوم سيدهم، من كل شيء أكرمه، والدر. انتهى أفاده القاموس.

في النهاية: والعقائل جمع عقيلة، وهي في الأصل المرأة الكريمة النفيسة، ثم اسْتُعْمل في الكريم من كل شيء من الذوات والمعاني.

(٣) قوله: والجحاجح جمع جحجح وجَحْجَاح وهو: السيد، ويجمع أيضاً على جحاجحة وجحاجيح، ويطلق على الفسل من الرجال. انتهى من إفادة القاموس.