كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام الوليد بن عبدالملك ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 485 - الجزء 1

  بخٍ هذا عمرو بن العاص.

  فالرجال اعترفوا بالكفر على أنفسهم، وفقيه الخارقة يدافع عنهم، وتوفي وفي سجنه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، وغدر عبد الملك بابن عمه عمرو بن سعيد بعد أيمان مؤكدة، وأمان ظاهر، لغير وجه يُحتج به.

[ذكر أيام الوليد بن عبدالملك ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

  ثم قام بعده ولده الوليد بن عبد الملك يكنى أبا العباس، بويع له بعهد أبيه إليه، وعهد إلى أخيه سليمان من بعده يوم الخميس للنصف من شوال سنة ست وثمانين، وتوفي يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، وكان لحاناً يعفك عفك⁣(⁣١) الأمة، شديد السطوة، لا يتوقف إذا غضب، خرج يوم مات الحجاج مكشوف الرأس وقال: اليوم مات سيّد العرب، وكان لا يرى للدين حرمة في هوى نفسه وسورة غضبه.

[الإمام الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)]

  وعقدت البيعة في أيامه وأيام أبيه عبد الملك لجدنا الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ وسمي الرضا، وبايعه العلماء، منهم: الحسن بن أبي الحسن البصري، وعبدالرحمن بن أبي ليلى، وأبو البختري الطائي، والشعبي، وأبو وائل شقيق، وعاصم بن ضمرة السلولي، ومحمد بن سيرين، وعبدالله بن الشخّير، وحارثة بن مصرف، وجريش بن قدامة سوى من لم نذكر من أهل العلم.

  وأحصى ديوانه مائة ألف، وكان ابن الأشعث قائده والمتولي لحرب الحجاج عن أمره، فواقعه خمساً وسبعين وقعة كل وقعة يظهر فيها على الحجاج إلى أن خان في آخر أيامه فانتقض عليه أمره وهُزم، وكان من أمره ما هو معلوم، وهو الذي أجمع عليه آل الحسن وآل الحسين في ولاية صدقات علي # ولم يجتمعوا على غيره، وله فضل كبير، وعلم شهير.


(١) قوله: يعفك عفك الأمة: عفك كفرح عَفْكاً وعَفَكاً فهو أعْفَك وعفِك ككتف وأمير وجندل: حمق جداً، وعَفَك الكلام من باب ضرب: لم يقمه. انتهى أفاده القاموس.