كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام سليمان بن عبدالملك]

صفحة 486 - الجزء 1

[ذكر أيام سليمان بن عبدالملك]

  ثم قام بعده أخوه سليمان بن عبد الملك وهو أبو أيوب، بويع له يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، وتوفي بذات الحادين لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين، وكان يأكل ولا يكاد يشبع، يأكل في اليوم نحواً من مائة رطل، ومات تخمة، فهو شهيد بطنه.

[بيان كيف تم العقد لعمر بن عبدالعزيز]

  وعقد لعمر بن عبد العزيز بغير علمه بمشورة رجاء بن حيوة، قال: يا رجاء قد علمت أني أموت ولا أدري ما أصنع، ولا أرى أرجأ من أن أولي المسلمين رجلاً صالحاً لعل ثواب ذلك يكتب لي، ولعله يكون يدعو لي فتستجاب دعوته، فأشار عليه بعمر بن عبد العزيز، فكتب العهد، وحلف الناس عليه مختوماً في حياة سليمان وبعده، ثم فضّه فإذا فيه ذكر عمر، وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، قال فيه الشاعر:

  مبارك الآباء في آل طاب ... بين أبي العاص وآل الخطاب⁣(⁣١)

  وقال غيره:

  سُمّيتَ بالفاروق فافرق فرقه ... وارزق عيال المسلمين رزقه

  وكان عهد سليمان: هذا كتاب من عبدالله سليمان أمير المؤمنين لعمر بن عبد العزيز⁣(⁣٢): أني وليته الخلافة من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا، واتقوا الله ولا


(١) الطاب: الطيب. من القاموس.

(٢) قال ¦ في التعليق: عهد سليمان لعمر بن عبد العزيز وله القصة التي تدل على عدله، وقال فيها بالحق على رغم أنوف أقاربه، والقصة من رواية الكلبي ومضمونها: أنه حلف رجل بطلاق امرأته أن علياً أفضل الأمة بعد رسول الله ÷ وأولى الناس به، فلما حلف امتنع أبوها من دفعها إليه إلا بحكم حاكم لايقدر على رده، وأبى زوجها إلا ملازمتها.

ثم ترافعا إلى عامل من عمال عمر أو حاكم - هو سليمان بن مهران - فأرجعهما إلى عمر فقال وقد عقد مجلساً فيه بنو أمية ورجل من ولد عقيل بن أبي طالب لبني أمية: تكلموا، فأجابوا: بأن هذا =