[بعض من أعمال عمر بن عبدالعزيز]
  تختلفوا، فلما قرئ الكتاب بايع جميع من حضر من بني أمية.
[بعض من أعمال عمر بن عبدالعزيز]
  وتنكّب أعمال أهل بيته وسماها مظالم، ولم ينزل في شيء من قصورهم التي بنوها بأموال الله ونزل البريّة فقيل له: هذا يضرّ بالناس؛ فنزل دار أبيه إلى جانب مسجد دمشق فضاقت به وبالناس، فنهض إلى دير سمعان، وأوصى إذا مات أن يدفن في قطعة أرض ورثها من أمه، ورد مظالم بني أمية إلى أربابها، ووصل أهل بيت النبي ÷ بعشرة آلاف مثقال أنفذها إليهم إلى المدينة، وزاد لفاطمة بنت الحسين $ شيئاً لما كتبت إليه: جزاك الله من والٍ خيراً، فلقد أشبعت بطوناً من أهل بيت النبي جائعة، وكسوت ظهوراً عارية، وأخدمت من كان لا يقدر على خدمة نفسه.
  ورَدّ فدكاً على أولاد فاطمة بلا خلاف(١) بين أهل العلم في ذلك، وأدنى أهل
= حكم في الفروج فمالنا أن نتقدمك فاحكم أنت. فقال لولد عقيل: تكلم أنت؛ فقال: إن حَكَّمتني تكلمت، وإلا فلا فائدة، فقال: قد حكمتك، فقال: بَرَّ قسمه. فقال عمر: ولم ذا، فقال: أنشدتك بالله ألست تعلم أن رسول الله ÷ عاد فاطمة & وهي عليلة فقال: ماتشتهي يافاطمة؟ قالت: عنباً مع علمي أنه عزيز في هذا الوقت، فقال: إن الله قادر، فقال ÷: اللهم آتني به مع أفضل أمتي عندك منزلة فطرق علي الباب فدخل، ومعه مكتل قد غطاه بردائه. فقال له ÷: (ماهذا ياعلي؟) قال: عنب التمسته لفاطمة، فقال: الله أكبر الله أكبر، اللهم كما سررتني بأن خصصت علياً بدعوتي فاجعل فيه شفاء بنتي؛ فأكلت منه فاطمة، فما خرج ÷ حتى برئت. فقال عمر: صدقت وبررت، أشهد لقد سمعته ووعيته يارجل خذ بيد امرأتك فإن عرض لك أبوها فاهشم أنفه. ثم قال: يابني عبد مناف والله مانجهل مايعلم غيرنا، ولابنا عمىً في ديننا، ولكنا كما قال الأول: تَصَيَّدَتْ الدنيا رجالاً. قيل: وكأنما ألقم بني أمية حجراً، ومضى الرجل بامرأته وكتب إلى الرافع لهما إليه: ورد الرجلان والمرأة وقد صدق الله يمين الزوج، وأبر قسمه، وأثبت نكاحه فاستيقن ذلك واعمل به والسلام عليك. انتهى باختصار وتصرف، وهي مبسوطة في شرح ابن أبي الحديد |.
(١) في ردّ عمر بن عبدالعزيز فدكاً إلى أولاد فاطمة دليل واضح على أنّها أُخذت منها ظلماً بقوّة السلطان، وأنّه ليس لهم وجه شرعيٌ في أخْذها؛ إذْ لو كان لهم وجه شرعي أو كان الخبر الذي رُوي عن أبي بكر صحيحاً لما جعل عمرُ فدكاً من جملة المظالم، ولَمَا ردّها إلى أولاد فاطمة؛ لما في ذلك من التقبيح لصنيع الشيخين اللذَيْن أحدهما جدّه من قِبل أمّه. وأهل السنة يجمعون على أن عمر بن عبدالعزيز خليفة عادل، معدودٌ عندهم من جملة الخلفاء الراشدين، ويخصّونه من بين خلفاء بني أمية بخصائص وسمات لا توجد في غيره. تمت من شيخنا السيد العلامة/ محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله تعالى.