[الإمام يحيى بن زيد (ع) واستشهاده]
  بأهل، فسكت عنه نصر، فسار إلى بيهق، وأظهر الدعوة هنالك، فاجتمع إليه من الزيدية سبعون رجلاً، فكتب نصر إلى عمرو بن زرارة بقتاله، وكتب إلى قيس بن عباد عامل سرخس، وإلى الحسن بن زياد عامل طوس بالانضمام إليه، فاجتمعوا وبلغ القوم زهاء عشرة آلاف، فخرج # إليهم في أصحابه فقاتلهم فهزمهم وقتل عمرو بن زرارة، واستباح عسكره، وأصاب منهم دوابّ كثيرة، وغنائم جمة، وقوي جانبه، وكان له من مبارزة الأقران، وقتل الشجعان؛ ما لم يكن إلا لمن خصه الله بالفضيلة من سلفه وأهل بيته $.
  وفي حديثه # أن رجلاً من القوم دعا رجلاً من أصحابه # البراز فقتله، ثم ثانياً، ثم ثالثاً، فبرز إليه # بنفسه فقال: يا عبدالله اتق الله وادرِ من أنت تقاتل، إنك إنما تقاتل ابن رسول الله ÷ عن أرباب الظلم والنفاق، فشتمه وشتم أباه، فانتهر عليه الفرس وضربه فأزاغ رأسه فوقعت الضربة على فخذه وقطع الدرع وفخذه وجنب الفرس، وقال: يا عدو الله ما أشد مجاحشتك(١) عن سلطان بني أمية.
  وكان جامعاً لخصال الإمامة، كاملاً في جميع الفنون على حداثة سنّه، كان له ثمان وعشرون سنة، وخرج إلى جوزجان فاجتمعت عليه الجنود هنالك فقاتلهم ثلاثة أيام ولياليها أشد القتال وأشجاهم ونال منهم، وكانوا في جيوش جمة متساندة، فأصابته نشابة في جبهته رماه رجل من موالي عنزة يقال له عيسى، ووجده سورة بن محمد الكندي قتيلاً فحزّ رأسه وحُمل إلى مروان، وكان قتله عشية الجمعة في شهر رمضان سنة ست وعشرين ومائة، ومشهده بنبير مشهور مزور؛ فتتبع أبو مسلم قتلته فأفناهم وأنزله، وكان مصلوباً على باب مدينة الجوزجان، فغسله وصلى عليه وقبره، وأخذ سورة وعيسى فقطع أيديهما
(١) قوله: مجاحشتك أي مدافعتك. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.