[ذكر أيام يزيد بن الوليد]
  وأرجلهما وصلبهما، وأمر بتسويد الثياب، وأن يُناح عليه سبعة أيام، وما وُلد ذكر بخراسان عام قتله إلا سُمي يحيى إعظاماً له.
  فمن أولى بالإمامة أيها الفقيه بل السامع المنصف من الرجلين إن كنت تنصف نفسك أو تستحي من الله ومن صالح خلقه؟!
[ذكر أيام يزيد بن الوليد]
  ثم قام يزيد بن الوليد غاضباً لله تعالى وناقماً بثأر دينه، وشايعه أهل الصلاح، يكنى أبا خالد، وهو ابن خالة علي بن الحسين زين العابدين # أمه: هفرية بنت فيروز بن كسرى بن يزدجرد بن شهريار، بويع لليلتين بقيتا من جمادى الأخرى سنة ست وعشرين ومائة، وتوفي بعيد الأضحى بالطاعون، وكان نحيف اللون، مربوعاً، خفيف العارضين، فصيحاً، حسن السيرة، يدين بالعدل والتوحيد ويبطل الجبر والقدر.
[كتاب يزيد بن الوليد إلى أهل العراق]
  ولما استقرّ له الأمر بعد قتل الزنديق الكافر الوليد بن يزيد كتب إلى أهل العراق كتاباً نذكر منه طرفاً فيه تحقيق بعض الحال منه: إن الله اختار الإسلام ديناً وارتضاه وطهّره، فافترض فيه حقوقاً أمر بها، ونهى عن أمور حرّمها، ابتلاء منه لعباده في طاعتهم له ومعصيتهم، فأكمل به كل منقبة خير وجسيم فضل، ثم تولاّه، فكان له حافظاً ولأهله المقيمين حدود الله والياً يحوطهم ويعرِّفهم بفضل الإسلام، ولم يكرم الله بالخلافة أحداً يأخذ بأمر الله وينتهي لنهيه فيناويه مشاق أو يحاول صرف ما حباه الله به أو ينكث ناكث إلا كان كيده الأوهن، ومكره الأبور، حتى يتم الله له ما أعطاه، ويدخر له أجره، ويجعل عدوّه الأضل سبيلاً والأخسر عملاً.
  فتناسخت خلفاء الله وولاة دينه راضين فيه بحكمه متبعين فيه لكتابه، فكانت لهم بذلك من ولاية الله ونصره ما تمت به النعم عليهم؛ حتى توفي هشام