[كلام بليغ لأبي جعفر الباقر (ع)]
  وأفضى الأمر إلى عدوّ الله الوليد المنتهك للمحارم، التي لا يأتي مثلها مسلم، ولا يتقدم عليها كافر تكرماً من غشيان مثلها، فلما استفاض ذلك منه واستعلن واشتد فيه البلاء وسفكت الدماء وأخذت الأموال بغير حقها مع أمور فاحشة لم يكن الله ليملي العاملين بها إلا قليلاً، سرت إليه بعد انتظار مراجعته، وإعذار إلى الله وإلى المسلمين منكراً لعمله، وما اجترى عليه من معاصي الله، راجياً من الله إتمام الذي نويت من اعتدال عمود الدين، والأخذ على أهله ما هو لله رضا؛ حتى أتيت جنداً قد وغرت صدورهم على عدو الله بما رأوا من عمله، فإن عدوّ الله لم يكن ترك من شرائع الإسلام شيئاً إلا أراد تبديله والعمل فيه بغير ما أنزل الله، وكان ذلك منه شائعاً شاملاً عرياناً، لم يجعل لله فيه ستراً، ولا لأحد فيه شكاً، والكتاب طويل هذا شطره(١).
  فهؤلاء أئمة علماء السوء وشرار الفقهاء الذين لا يرعون حرمة الدين، ولا يقفون عند حدود رب العالمين، وهل نفذ أمرهم في عوّام المسلمين إلا برخص علماء السوء الذين طلبوا الدنيا بالدين، ولبسوا للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، أعداء عترة رسول الله ÷، وأضداد كتابه، وحرب دينه، فهم أضرّ على الإسلام من عابد الوثن(٢).
(١) قال ¦ في التعليق: وهذا الكتاب رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه، عن أحمد بن زهير عن علي بن محمد.
(٢)
[كلام بليغ لأبي جعفر الباقر (ع)]
قال | فائدة: قال أبو جعفر الصادق محمد بن علي الباقر #: (يافلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا، وتظاهرهم علينا، وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس، إن رسول الله ÷ قبض وقد أخبرنا أنا أولى الناس بالناس فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر من أيدينا، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا، ثم تداولها قريش واحداً بعد واحد حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا، ونصبت الحرب لنا، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤود حتى قتل فبويع الحسن ابنه، وعوهد، ثم غدر به وأُسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في فخذه، وانتهب عسكره، وعولجت خلاخل أمهات =