كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المهدي محمد بن عبدالله بن الحسن (ع)]

صفحة 524 - الجزء 1

  أحد من أهل بيته إلا أن يكون لهم شركة القرابة في الخدمة والمشايعة، فلما صار إليهم الأمر شَحّت به أنفسهم.

  وولّى # قضاء المدينة عبد العزيز بن المطلب المخزومي، وكان على ديوان العطاء عبدالله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، وعلى شرطته عبد الحميد بن جعفر، ثم وجّهه في وجه فولاها عمرو بن محمد بن خالد بن الزبير.

  وكان # يلقب بالمهدي لما في الحديث: «اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي»، ويقال له النفس الزكية لما في الحديث: «إن النفس الزكية يُقتل فيسيل دمه إلى أحجار الزيت، لقاتله ثلث عذاب أهل جهنم»، وكانت بنو هاشم لا تدعوه إلا بالمهدي.

  وروينا من أمالي السيد أبي طالب يحيى بن الحسين # بالإسناد المتقدم منا إليه، قال: أخبرنا عيسى بن الحسن الوراق، قال: حدثنا أحمد بن الحارث، قال: حدثني المدائني، عن ابن داب، قال: حدثني عمير بن الفضل، وفي أخرى عمرو بن الفضل الخثعمي، قال: رأيتُ أباجعفر الذي لقب من بعد المنصور يوماً وذلك في زمان بني أمية وقد خرج محمد بن عبدالله من دار أبيه وله فرس واقف على الباب مع عبد له أسود، فلما خرج وثب أبو جعفر فأخذ بركابه حتى ركب، فسوى عليه ثيابه على السرج، ومضى محمد، فقلت له وكنت حينئذ أعرفه ولا أعرف محمداً: من هذا الذي عظّمته هذا الإعظام حتى أخذت بركابه وسويت عليه ثيابه؟ فقال: أو ما تعرفه؟ قلت: لا، قال: هذا محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، مهدينا أهل البيت.

  وكان # لبيباً في صغره، طاهراً في فعله ونشأته، معظّماً مبجلاً عند صالح الملأ، لا يمر بملأ إلا أظهروا تعظيمه، وكان الناس يتحدثون بأمره، وكان بين كتفيه خاتم يشبه خاتم رسول الله ÷ قال فيه بعض شعراء الشيعة:

  وإن الذي يروي الرواة لبيّن ... إذا ما ابن عبدالله فيهم تجرّدا