[ذكر وقعة باخمرى واستشهاد الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع)]
  السلاح، قال: ما كنت أرى أن الصوم أبقى منهما ما يحملان به السلاح.
  وجيء إليه بعمال من عمال أبي جعفر فسألهم المال، فأنكروا أن يكون معهم شيء، فاستحلفهم وخلّى سبيلهم، وقال بعض أصحابه: عندي المال، قال: كيف تصنع؟ قال: أعذّبهم حتى يسلموا المال، قال: لا حاجة لي في مال لا يخلص إلا بالعذاب.
  وكان يقول: هل هي إلا سيرة علي أو النار، وقال لرجل منهم: إن ظهر عندك مال عددتك كذاباً، ووجد في بيت مال البصرة ألف ألف درهم ففرق ذلك في أصحابه، فأصاب كل رجل خمسين، فكانوا يأخذونه، ويقولون: خمسون والجنة، خمسون والجنة.
  وولّى قضاء البصرة عباد بن منصور، وبيت المال سلمان بن أبي واصل، وولّى هارون بن سعد واسطاً وأعمالها، وولّى المغيرة بن الفرع الأهواز؛ فخرج إليها، فطرد عمال أبي جعفر عنها؛ فأنفذ إليه أبو جعفر حازم بن خزيمة مع أربعة آلاف رجل، فحاربه المغيرة فهزمه.
[ذكر وقعة باخمرى واستشهاد الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع)]
  ولما استتبّ له الأمر نهض في الجنود العظيمة يريد أبا جعفر في الكوفة، وعلم أبو جعفر بمسيره، فلقَّاه عيسى بن موسى، وجعفراً ومحمداً ابني سليمان، وكبار القواد والأمراء، في عسكر عظيم، فالتقوا بباخمرى، وقد جاء إلى إبراهيم بعض قواده فقالوا: جرّد لنا عَسْكَراً لِنُبَيِّتَ أبا جعفر نقتله خلف عسكره وتنقض هذه الجموع، قال لي: إني أكره البيات، فخرج بعضهم وهو يقول: يريد الملك ويكره البيات.
  وكان # يلاحظ أمور الآخرة فلا يبالي لما يتغيّر من الدنيا، ولما تلاقت الصفوف قال بعض شعرائه يخاطب أبا جعفر:
  ابرز فقد لاقيته زكيّا ... أبيض يدعو جدّه عليا
  وجدّه من أمّه النبيا
  وكان على ميمنته عيسى بن زيد، وعلى ميسرته لبيد بن أبي برد اليشكري،