كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مما رثي به الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع) من الشعر]

صفحة 539 - الجزء 1

  اليشكري إلا أنه ذكر جماعة مَنْ قُتل من أهل البيت $ ومن حُبس، وعمّ بني حسن وبني حسين وإخوتهم $ فأحببنا ذكرها؛ لأنها تهيج أحزان الأولياء، فتحملهم على نقم الثأر من الأعداء، فقال:

  إن الفتى الأريحي من كرما ... ولم ينل في الحياة ما حرما

  وراقب الله في سرائره ... وكان بالأتقياء معتصما

  ولم يكن عند ذكر غيبتهم ... عند بني الأدعياء مهتضما

  بل ذاكراً فضلهم ومجدهمو ... يرغم في ذاك أنف من رغما

  يا صفوة الله أنتمو نفر ... نُسقى بكم عند قحطنا الرهما⁣(⁣١)

  ويأمن العائذ المخوف إذا ... أمسك من حبل بعضكم ذمما

  سبقتمو الناس بالتمسك بالـ ... ـحق بديا وسدتم الأمما

  جدكم المصطفى أتى وعلى ... إظهار دين المهيمن التُهِمَا⁣(⁣٢)

  المنقذ الرحمة البشير به ... إلهُنا أنبياءه ختما

  وأنتمو للوصي أبي حسن ... كاشف كرب النبي إن دُهما

  ذاد عن المصطفى أعاديه ... ضرباً يرى الكفر منه منحطما

  بكف من لم يدن لآلهةٍ ... مذ كان طفلاً ولا دعا صنما

  بل كان بالحق دائناً وبما ... أنزل ذو العرش قاضياً حكما

  بدر وأحد وخيبر فله ... فيهنّ قسم يجاوز القسما

  مشاهد ما ونى أبو حسن ... يضرب فيها الرقاب والقمما


(١) الرهما: الرِهمة بالكسر: المطر الضعيف الدائم، الجمع رِهَم كعنب وحبال، والرهمة أشد وقعاً من الديمة. انتهى من القاموس.

(٢) أي: قبل إلهام الله إياه، أي تلقينه، أو مستوفى ما أمره الله به. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.