[ذكر أيام المهدي العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  أوزاره، فيا ويله من الطلاب بين يدي رب الأرباب، والخصم فاطمة & والشاهد محمد ÷ والحاكم الملك العلام.
  وقد روينا من أمالي السيد أبي طالب # بالإسناد المتقدم، قال: أخبرنا أبي | قال: أخبرني عمي أبو عيسى علي بن الحسين الحسني بالكوفة، قال: حدثنا جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا محمد بن نهار، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثني أبو زيد الحنفي، قال: حدثني عمرو بن قائد، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبدالله بن عباس، قال: ينادي مناد يوم القيامة: يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم من فاطمة بنت محمد ÷ قال: فتخرج من قبرها معها ثياب تشخب بالدم حتى تنتهي إلى العرش وتقول: يا رب انتصف لولدي ممن قتلهم.
  وهذا لا يكون إلا توقيفاً؛ لأن أحوال القيامة مفصّلةً غيبٌ ولا يعلم الغيب إلا الله، وليس بيننا وبينه طريق بعلمه إلا رسول الله ÷ وهذه شهادة عبدالله بن العباس ® على بني أمية وعلى أولاده الذين سفكوا دماء بني فاطمة &.
[ذكر أيام المهدي العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  ولما انصرمت أيام أبي جعفر بعد أن أهلك من آل الرسول ÷ عدة فضلاء صالحين لم يكن في عصرهم من يشبههم في العلم والفضل منهم في السجون، ومنهم في الوقائع؛ قام بعده ولده المسمى بالمهدي وهو محمد بن عبدالله، وأمه أم موسى بنت منصور بن عبدالله الحميري.
  بويع له يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، وتوفي بماسندان سنة تسع وستين ومائة، وصلى عليه ولده المسمى بالرشيد، وكان منهمكاً في المعاصي واللذات والملاهي، وكان كثير التولية والعزل لغير سبب.
  وكانت له عناية في طلب فضلاء أهل البيت $ لقتلهم واستئصال شأفتهم، فسَلِمَ بعض وأدرك مراده في بعض، وكان من طلباته عيسى بن زيد بن علي $