كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام المهدي العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 547 - الجزء 1

  كتب جمة مضبوطة بالأسانيد الصحيحة، وكان غزير العلم واسع الرواية.

  وقد روى عن أبيه، وعن جعفر بن محمد، وعن أخيه عبدالله بن محمد، هؤلاء من أهل البيت $، وعن سفيان بن سعيد الثوري، والحسن بن صالح بن حي، وشعبة بن الحجاج، ويزيد بن أبي زياد، والحسن بن عمارة، ومالك بن أنس، وعبدالله بن عمر العمري، ونظرائهم كثير عددهم فملنا إلى الاختصار، فهؤلاء الذين أخذ العلم عنهم من العامة، وكان مطبوعاً على العلم حريصاً عليه من حال صغره، وانطوى ديوانه على عشرة آلاف مقاتل من أهل الكوفة دون غيرهم؛ فقال له ذات يوم الحسن بن صالح |: إلى متى تسوّف القيام وهذا ديوانك قد انطوى على عشرة آلاف مقاتل من أهل الكوفة دون غيرهم، فقال: أتفرحني بكثرة الأعداد وأنا بهم عارف، فإني والله لو وجدت فيهم ثلاثمائة رجل أعلم أنهم يريدون الله ويبذلون أنفسهم له ويصدقون لقاء عدوه في طاعته لخرجت قبل الصباح حتى أبلي عند الله عذراً في أعدائه، وأجري المسلمين على سنته وسنة نبيه، ولكن لا أعرف موضع ثقة يفي ببيعته لله ويثبت عند اللقاء.

  قال: فبكى الحسن بن صالح حتى سقط مغشياً عليه، وكان ممن يقوم بخدمته جعفر الأحمر، وصباح الزعفراني، وخصيب الوانسي، وكان من أفاضل الشيعة، وكان له بلاء بين يدي محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن $ وكانت لعيسى قراءة على عبدالله بن جعفر والد علي بن عبدالله بن جعفر المديني المحدّث، وهو من قراء القرآن وكبار المحدثين، وكان علي بن عبدالله ممن خرج مع محمد بن عبدالله، وتوارى أيام أبي جعفر.

  روى أبو الفرج في كتابه الصغير في أخبار آل الرسول عن عبدالله بن زيدان البجلي، قال: حدثني سعيد بن عمرو بن جنادة البجلي، قال: كان الحسن بن صالح، وعيسى بن زيد بمنى اختلفا في مسألة من السيرة فبينما هما يتناظران فيها إذ جاءهما رجل، قال: قدم سفيان الثوري، فقال الحسن بن صالح: قد جاء