[ذكر ما ورد من الآثار في تحريم آلات اللهو والغناء]
  واستحلّت الخمر».
  وقد رأينا تصنيف ابن المعتز في تحليلها متى مُزجت بالماء وهي لا بد تُمزج ولا تصلح إلا بذلك كما حكاه أربابها، وقد عقدت الخلافة لابن المعتز.
  وعن الحسن: ما اجتمع قوم قط قلّوا أو كثروا على لهو وباطل إلا أُغلقت عنهم أبواب الرحمة ونزلت عليهم اللعنة، ومثل هذا لا يكون إلا عن النبي ÷ لأنه لا يعلم أحكام الأفعال إلا الله.
  وفي معنى قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}[لقمان: ٦]، نزلت في الجواري المغنيات، وقيل: في النظر بن الحارث لما اشترى كتاب رستم واتخذ مجلساً ليشغل الناس عن مجلس رسول الله ÷ وسماع القرآن، وقيل: هو اتخاذ المعازف في حديث أبي هريرة عن النبي ÷ قال: «يمسخ قوم من هذه الآمة في آخر الزمان قردة وخنازير»، قيل: يا رسول الله، أليس هم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؟ قال: «بلى، ويصلون ويصومون ويحجون»، قيل: فما بالهم؟ قال: «اتخذوا المعازف والدفوف والقينات، وباتوا على شرابهم ولهوهم، فأصبحوا قردة وخنازير».
  فقد صار مصنف الخارقة في حيرة عظيمة إن كان ممن يعقل ويستحي؛ إن أنكر أن أئمة بني العباس يركبون هذه العظائم أنكر الضرورة، وخُزي عند الأمة الموالف لبني العباس والمخالف عليهم.
  وإن اعترف بذلك وأثبت لهم الإمامة فأدهى وأمَرّ، وأقبح وأشرّ.
= الصغير: أخرج الترمذي عن عمران بن الحصين عنه ÷: «في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف إذا ظهرت القيان، والمعازف، وشربت الخمور» تمت.
وعنه ÷: «ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقيان يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير» أخرجه ابن حبان والطبراني والبيهقي عن أبي مالك الأشعري، تمت جامع صغير.