كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث في اللهو وأنواعه وما ورد فيه من الآثار]

صفحة 569 - الجزء 1

  وإن اعتقد أن الله تعالى أهمل الخلق وعرَّاهم من الحجة خالف الكتاب، قال الله تعالى لنبيه ÷: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد]، فالمنذر رسول الله ÷ والهادي هو الإمام من ذريته الطاهرة الذين روينا عنه ÷ أنه قال: «مثل أهل بيتي كالنجوم كلّما أفل نجم طلع نجم»، الذين لا يعرفون الخمر، ولا يظهر في ناديهم المنكر، ولا يجتمعون إلا على الذِّكْر، ويقول أحدهم: هاتي جبة المصادمة لا ثياب المنادمة.

[بحث في اللهو وأنواعه وما ورد فيه من الآثار]

  واللهو: أنواع، جميعها حرام؛ فمنها: شراء المغنية، وروى أبو أمامة أن النبي ÷ نهى عن بيع المغنيات وعن شرائهنّ وعن كسبهنّ.

  وعن علي # عن النبي ÷: «كسب المغنية سحت، وكسب الزانية سحت، وكسب المغني سحت، وحق على الله أن لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت».

  ومنها: استماع الغناء؛ عن ابن عمر، عن النبي ÷: «من استمع إلى لهو وغناء حرّم الله عليه استماع صوت داود إذا قرأ الزبور في بطنان⁣(⁣١) الجنة».

  نافع: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من استمع إلى لهو وغناءٍ حرمه الله مرافقة الصديقين والشهداء والصالحين».

  وعن نافع: كنتُ أمشي مع ابن عمر فسمع صوت مزمار راع فوضع إصبعيه في أذنيه حتى مَرّ، وقال: هكذا رأيتُ رسول الله ÷.

  ومنها: أنواع الملاهي حرام كلها: الدف، والمزمار، والعود وغيره، قال النبي ÷: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه خمر أو دفّ أو طنبور أو نرد، ولا يُستجاب دعاؤهم، ورفع الله عنهم البركة».


(١) في النهاية: ينادي منادٍ من بطنان العرش أي من وسطه، وقيل من أصله، وقيل: البطنان جمع بطن وهو الغامض ... إلخ.