[بحث في اللهو وأنواعه وما ورد فيه من الآثار]
  ابن عباس، عن النبي ÷: «الدفّ حرام، والمعزاف حرام، والكوبة حرام، والمزمار حرام».
  أبو أمامة، عن النبي ÷: «إن الله بعثني رحمة وهدى للعالمين، بعثني لأمحق المعازف والمزامير وأمر الجاهلية والأوثان، وحلف الله بعزّته أن لا يشرب أحد في الدنيا الخمر إلا سُقي مثلها من الحميم يوم القيام، ولا يدعها أحد في الدنيا إلا سقاه الله منها في حضيرة القدس».
  فإذا كان رسول الله ÷ بُعِث لمحق هذه الملاهي وتوعّد عن ربه على شرب الخمر، وأئمة فقيه الخارقة يجمعونها وينفقون مال الله على أربابها ويشربون الخمر صِرْفاً وممزوجة بالسخن أحياناً وبالفاتر أحياناً، كيف تصحّ الخلافة؟!
  وعن علي # عن النبي ÷: «من أدخل بيته مزماراً أو لهواً فقد شمت بأبيه آدم؛ لأن إبليس اتخذ المزامير والسرور والطرب حيث وقع آدم في الخطيئة».
  وعن أبي أمامة، وجابر بن عبدالله: من مات وله جارية مغنية لم يُصَلّ عليه.
  فكيف يرى فقيه الخارقة في خلفائه بزعمه إذا مات وله مئون جوارٍ ومغنيات، منهنّ على هيئة النساء، ومنهنّ على هيئة الرجال، حتى أن بعضهم سام بنت عمه وهي زوجته القرشية بطم(١) رأسها وتكون تقوم على رأسه في السلاح مع الغلمان كأنها غلام؛ فطلّقها لما كرهت؟
  إن يقل الفقيه: لا يُصلى على الخلائف فمصيبة كبيرة، وإن يُصلى عليهم خالف حكم الرسول؛ فلا مخلص من ذلك إلا اطراح خلافتهم، واعتقاد كونهم ملوكاً كغيرهم من الملوك، وإسناد الخلافة إلى من هو أحق بها وأهلها من ذرية الرسول ÷ وسلالة البتول - سلام الله عليهم - الذين يقضون بالحق وبه يعدلون.
(١) أي حلاقته. تمت.