كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث في اللهو وأنواعه وما ورد فيه من الآثار]

صفحة 575 - الجزء 1


= وعنه ÷ قال: «ثلاثة لاحرمة لهم: النائحة لاحرمة لها ملعون كسبها، والمغنية لاحرمة لها ممحوق مالها، ملعون من اتخذها، وآكل الربا لاحرمة له ممحوق ماله» أخرجه الديلمي.

وأخرج أيضاً عن جابر مرفوعاً: «إذا كان يوم القيامة قال الله ø: أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأبصارهم عن مزامير الشيطان مَيِّزُوهم فميزوهم في كثب المسك والعنبر، ثم يقول للملائكة: اسمعوهم تسبيحي، وتحميدي، فيسمعون بأصوات لم يسمع السامعون بمثلها قط».

وعن علي #: أن النبي ÷ قال: «من مات وله قينة فلا تصلوا عليه» أخرجه الحاكم، والديلمي.

وعن جابر عنه ÷: «إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين إلى: صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة وخمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان» أخرجه ابن سعد، والبيهقي، والترمذي، ورواه البغوي وحسنه.

وعن أنس، وعن عائشة، عنه ÷ قال: «صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة» أخرجه البزار، والمقدسي، وابن مردويه، وأبو نعيم، والبيهقي.

وروى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال: قال رسول الله ÷: «كسب البَغِيِّ والمغنية حرام».

ورواه أبو بكر الشافعي من حديث علي بلفظ: «كسب المغني والمغنية حرام، وكسب الزانية سحت، وحق على الله أن لايدخل الجنة بدناً نبت من السحت».

وأخرج أبو بكر بن مقسم، عن أبي هريرة رفعه: «سوء الكسب أجرة الزمارة، وثمن الكلب».

وعنه ÷ قال: «إن الله بعثني رحمة للعالمين، وهدى للعالمين، وبأن أمحق المعازف، والمزامير، وأمور الجاهلية كلها ... إلخ» رواه السمان عن أبي أمامة، وهو حديث الأصل، وأخرجه أبو طالب عن أبي أمامة.

ومن كلام لعلي # رواه الإمام أبو طالب # بسنده إلى نوف: (يا نوف لاتكونن شرطياً، أو صاحب كوبة، أو صاحب عرطبة [صاحب عرطبة، العرطبة بالفتح والضم: العود، وقيل: الطنبور. النهاية (٣/ ٢١٦)]، ولا عريفاً [العريف: هو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم، وفي الحديث: «العرافة حق، والعرفاء في النار». النهاية في غريب الحديث (٣/ ٢١٨)]، فإن نبي الله داود # خرج ذات ليلة، فنظر إلى السماء، فقال: إن هذه الساعة لا يدعو الله فيها أحد إلا استجيب له إلا أن يكون شرطياً، أو عريفاً، أو صاحب كوبة، أو عرطبة).

وفي الجامع الصغير للسيوطي: أخرج ابن أبي الدنيا عن الغار بن ربيعة: «ليمسخن قوم وهم على أريكتهم قردة وخنازير بشربهم الخمر، وضربهم بالبرابط، واتخاذهم القيان» قال في شرحه بإسناد صحيح.

قال في النهاية: هو أي بربط مفرد برابط: مَلْهَاة تشبه العود، فارسي مُعرَّب وأصله بريت لأن الضارب به يضعه على صدره، واسم الصدر بريت.