[بحث في اللهو وأنواعه وما ورد فيه من الآثار]
  من النفاق هِيَاجٌ لا تحرّقها النيران.
  وروينا عن علي - عليه أفضل الصلاة والسلام - قال: سمعتُ رسول الله ÷ يقول: «عشرة من فعل قوم لوط فاحذروهنّ: إسبال الشارب، وتصفيف الشعر، وتمضيغ العلك، وتحليل الأزرار، وإسبال الإزار، وإطارة الحَمَام، والرمي بالجلاهق(١)، والصفير، واجتماعهم على الشرب، ولعب بعضهم ببعض»(٢)، فالذي لا يمكن فيه لمن يستحي من المباهتة مناكرة أن القاعد اليوم ببغداد طويل الشارب بحيث لا يشك من رآه أنه عجمي، وأكثر من تقدمه من آبائه زيّهم كذلك.
  وإطارة الحمام، والرمي بالجلاهق، والاجتماع على الشراب، هذا اتفاق منهم عليه بحيث لا يناكرون فيه؛ حتى أن المسمى بالرشيد لما لزم ابن الأفطس # قال - لأنه بلغه عنه صلاح وتزهّد - فقال له ابن الأفطس: ما بلغك عني؟
  قال: خيراً، ولكن أردتُ أن آمن جانبك، قال: فأنا رجل إن حبستني متّ من الضيق؛ لأني نشأت في البوادي.
  قال: أبني لك داراً وأجعل لك فيها حماماً ولا أمنع من يريد الدخول عليك والخروج عنك - في شرح طويل أردنا تبيين حالهم في الحمام -.
(١) الجُلاهق كعُلابِط: البندق الذي يرمى به. انتهى من القاموس.
(٢) قال ¦ في التعليق: رواه في أمالي أحمد بن عيسى بسنده إلى علي # مرفوعاً، ورواه زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي مرفوعاً، وروى نحوه الحسن البصري مرسلاً أخرجه عنه ابن عساكر ذكره السيوطي في الجامع.
وعنه ÷: «كبر مقتاً عند الله ... إلى أن قال: وصوت الرنة عند المصيبة، والمزمار عند النعمة» أخرجه الديلمي في الفردوس عن ابن عمر، وأخرج الخطيب عن علي #: «نهى ÷ عن ضرب الدف، ولعب الصنج [الصنج: عربي، وهو الذي يكون في الدفوف ونحوه، وأما الصنج ذو الأوتار فدخيل معرب. لسان العرب (٢/ ٣١١)]، وضرب الزمارة».
وعنه ÷: «صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة» أخرجه البزار، والضياء عن أنس. قال شارح الجامع الصغير: بإسناد صحيح، تمت منه.