[الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن (ع)]
  أين هذا من قول جدنا القاسم بن إبراهيم # ترجمان الدين في كتاب الهجرة والوصية: يا بنيّ لا تدخلوا مكة والمدينة - على ساكنها السلام - إلا لحج بيت الله الحرام، وزيارة جدّكم - عليه أفضل الصلاة والسلام -؛ فقد شاهدت بني عمّ لكم بهما يلعبون بالحمام.
[الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن (ع)]
  وكان في أيامه من أهل البيت $: يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب # يكنى أبا الحسين، وقيل: أبو عبدالله. وأمه: قرينة بنت عبدالله، ويعرف بربيح بن أبي عبيد بن عبدالله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن الأسد بن عبد العزى بن قصي.
  وكان # متقدماً في أيامه جماعة أهل بيته في الفضل والعلم والشجاعة والزهد والورع والعبادة، وله رواية واسعة عن أخيه محمد بن عبدالله $ وعن جعفر بن محمد # وعن أبان بن تغلب وغيرهم.
  وروى عنه: مخول بن إبراهيم، وبكار بن زياد، ويحيى بن مساور، وعمر بن حماد، وكان جعفر بن محمد أوصى إليه وإلى ابنه موسى @ وكان # يلي أعمال تركاته وأصاغر أولاده.
  صفته #: إنه كان آدم، حسن الوجه، عظيم البطن، فارساً شجاعاً، له مقامات مشهورة في مبارزة الأقران، وقتل الأبطال مع الإمام الحسين بن علي صاحب فخّ @.
  وحكى مصنف أخبارهم أنه أصيب يوم فخ بمائة وسبعين نشابة التي استقرت في درعه وأَثَّرت دون ما عدا ذلك، فصار كالقنفذ.
  استتر # بعد قتل الإمام الحسين الفخي، وجال في البلدان، فدخل اليمن وأقام في صنعاء شهوراً، وأخذوا عنه علماً كثيراً، ودخل بلاد السودان، ووصل بلاد الترك، فتلقّاه ملكها بأعظم ما يكون من الإكرام، وساق إليه المماليك من