[عقد الرشيد الخلافة لولده محمد الملقب بالأمين]
  على هلاكه في السجن بأي سبب كان ذلك أبسُمّ أم بالجوع أم خنقوه أم بنوا عليه؟ أم كيف كانت القضية؟ أم دفن حياً في الأرض؟ والله المنتصف له من ظالمه.
  وقد كان كتب رقعة وسلمها إلى يحيى بن خالد وقال: يا أبا الفضل إن لصاحبك فينا إرادة فإذا أمضاها فأعطه هذه الرقعة، وكان فيها: يا هارون إن المستعدي قد تقدّم، والخصم على الأثر، والحاكم لا يحتاج إلى بينة.
  فلما ظهر موت يحيى أعطاه الكتاب، قال: فما منعك أن تعطيني إياه في حياته، قال: كان عهد إليّ بهذا.
[عقد الرشيد الخلافة لولده محمد الملقب بالأمين]
  وعقد الرشيد لولده محمد بن زبيدة بالخلافة وولاية عهد المسلمين، وأخذ له بذلك البيعة بمدينة السلام ولقبه الأمين، وذلك سنة خمس وسبعين ومائة، وله يومئذ خمس سنين، قال سلمٌ الخاسر:
  قد وفّق الله الخليفة إذْ بنى ... بيت الخلافة للهجان الأزهر
  فهو الخليفة عن أبيه وجده ... شهدا عليه بمنظر وبمخبر
  قد بايع الثقلان في مهد الهدى ... لمحمد بن زبيدة ابنت جعفر
  فأوهم الشيخ سلم الخاسر كاسمه أن بيعة الأطفال بالخلافة صواب، وهو خلاف دين الإسلام؛ لأنه قال في مهد الهدى، والمهد هو محل الأذى من الطفل، فلذلك غضب أولياء الله من عترة رسول الله ÷ وصبروا على الموت في حق الله لما غُيّرت الأحكام، ولعب بدين الإسلام.
[الإمام إدريس بن عبدالله (ع)]
  وقد كان إدريس خرج إلى المغرب داعياً لأخيه يحيى بن عبدالله @؛ فلما صحّ له ما كان من أمر يحيى بن عبدالله # دعا إلى نفسه، وكان في نهاية العلم والورع تلو إخوته في الفضل والزهد والسخاء والشجاعة والكرم، وكان حليف القرآن حسن القراءة شجيها.