[دعوة الإمام إدريس بن عبدالله (ع)]
  ولما دعا في المغرب عرفه رجال من أهل المغرب حجوا سنة قتل الفخي # قالوا: نعم هذا إدريس رأيناه يقاتل وقد انصبغ قميصه دماً فقلنا: من هذا؟ فقيل: إدريس بن عبدالله؛ فلما شهد له من عرفه، وكان هارون قد أمر بلحاقه إلى مصر لما علم بتقدمه إلى المغرب، وبذل ثلاثين ألف دينار لمن يغتاله أو يرده، يعطى خمسة عشر ألفاً أولاً ويعدل له خمسة عشر ألفاً لقضاء الحاجة أو رجوعه، فلحقوه إلى مصر، وكان واليها يتدين فجاء إليه من أعلمه بمكانه، فقال: هذا كذب، قال: لا شك في ذلك، فصار يأمر إلى القواد والأجناد وغرضه التثبط حتى بلغ العلم إلى إدريس ففارق المكان ونجا.
[دعوة الإمام إدريس بن عبدالله (ع)]
  فلما انتهى الحال إلى ما ذكرنا أولاً دعا إلى نفسه، وأنفذ دعوته، وهي:
  ﷽، رواية السيد أبي العباس الحسني ¦ عن أبي عبدالله أحمد بن سهل الرازي، عن حسن بن عبد الواحد الكوفي، عن محمد بن علي بن إبراهيم، عن بكر بن صالح الرازي، عن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وروى عن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ما مثاله:
  ﷽، الحمد لله الذي جعل النصر لمن أطاعه، وعاقبة السوء لمن عَنَد عنه، ولا إله إلا الله المتفرد بالوحدانية، الدال على ذلك بما أظهر من عجيب حكمته، ولطف تدبيره، الذي لا يدرك إلا أعلامه.
  وصلى الله على محمد عبده ورسوله وخيرته من خلقه، انتجبه واصطفاه، واختاره وارتضاه - ~ وعلى آله الطيبين - أما بعد:
  فإني أدعوكم إلى كتاب الله، وإلى سنة نبيه ÷ وإلى العدل في الرعية، والقسم بالسوية، ورفع المظالم، والأخذ بيد المظلوم، وإحياء السنة، وإماتة البدعة، وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد.