كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رجع إلى خبر أبي السرايا ¦]

صفحة 629 - الجزء 1

[رجع إلى خبر أبي السرايا ¦]

  رجع الحديث إلى خبر أبي السرايا - رحمة الله عليه -:

  قال: ووجه محمد بن إبراهيم # إلى الفضل بن العباس بن عيسى بن موسى رسولاً يدعوه إلى بيعته ويستعين به في سلاح وقوة، فوجد الفضل بن العباس قد خرج من البلد وخندق حول داره وأقام مواليه في السلاح للحرب، فأخبر الرسول محمداً بذلك؛ فأنفذ محمد أبا السرايا إليهم وأمره أن يدعوهم ولا يبدأهم بقتال.

  فلما صار إليهم تبعه أهل الكوفة كالجراد المنتشر فدعاهم فلم يصغوا إلى قوله ولم يجيبوا دعوته ورموه بالنشاب من خلف السور، فقتل رجل من أصحابه، فوجه به إلى محمد بن إبراهيم فأمره بقتالهم فقاتلهم وعلى السور خادم أسود بين شرافتين يرمي لا يسقط له سهم؛ فأمر أبو السرايا غلامه أن يرميه فرماه بسهم فأثبته بين عينيه، فسقط الخادم على أم رأسه إلى أسفل، وفر موالي الفضل بن العباس كلهم، فلم يبق منهم أحد، وفتح الباب فدخل أصحاب أبي السرايا ينتهبون ويخرجون حر المتاع، فلما رأى ذلك أبو السرايا حظره ومنع كل أحد من الخروج أو يأخذ ما معه ويفتشه، فأمسك الناس عن النهب، قال: فسمعت أعرابياً يرتجز ومعه تخت فيه ثياب وهو يقول:

  ما كان إلا ريث زجر الزاجرهْ ... حتى انتضيناها سيوفاً باتره

  ثم علونا في القصور القاهرهْ ... ثم انقلبنا بالثياب الفاخرهْ

  قال: ومضى الفضل بن العباس، فدخل على الحسن بن سهل فشكا إليه ما انتهك منه فوعده النصر والغرم والخلف، ثم دعا بزهير بن المسيب فضم إليه الرجال وأيده بالمال وندبه بالمسير إلى الكوفة وأن يودعه من وقته ويمضي لوجهه ولا ينزل إلا بالكوفة.

  فسار زهير حتى ورد قصر ابن هبيرة فأقام به ووجه ابنه أزهر بن زهير على