[رجع إلى خبر أبي السرايا ¦]
  مقدمته فنزل سوق أسد، وسار أبو السرايا من الكوفة وقت العصر وأغذ السير حتى أتى معسكر أزهر بن زهير بسوق أسد وهم غارون فطحن العسكر وأكثر القتل فيه وغنم دوابهم وسلاحهم وتقطعوا منهزمين حتى وافوا زهيراً بالقصر، فتغيظ من ذلك، ورجع أبو السرايا إلى الكوفة.
  وزحف زهير حتى نزل ووافت خريطة(١) من الحسن بن سهل يأمره أن لا ينزل إلا بالكوفة فمضى حتى نزل عند القنطرة(٢) ونادى أبو السرايا في الناس بالخروج فخرجوا حتى صادفوا زهيراً على قنطرة الكوفة في عشية صَرِدة والناس يوقدون النار ويستدفئون ويذكرون الله ويقرأون القرآن، وأبو السرايا يشكر منهم ويحثهم على طاعة الله ونصرة أهل بيت نبيه.
  وأهل بغداد يصيحون بأهل الكوفة: زينوا نساءكم وأخواتكم وبناتكم للفجور والله لنفعلن كذا وكذا لا يكنون، وإنما الباحث لنا على ذكر طرف من سير الفريقين لينظر العاقل بعقله الفرق بين الإمامين والمأمومين، ومن يطلب الدنيا ومن يطلب الآخرة، ومن أولى بأمر الأمة، من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقيم أمر الله، أم من يرتكب الفواحش بنفسه، ولا يتحاشى منها أجناده ولا حاشيته.
  رجعنا إلى الحديث: قال: وأبو السرايا يقول لهم: اذكروا الله وتوبوا إليه واستغفروه، ولم يزل الناس يتحارسون ليلتهم حتى إذا أصبح نهد إليهم زهير في عسكره وقد عشيت أبصار الناس من الدروع والبيض والأدرعة والجواشن(٣)
(١) خريطة أي ورقة. من هامش الأصل، وفي مختار الصحاح: الخريطة وعاء من أدم أو غيره تشرح على ما فيها ومثله في القاموس.
(٢) القنطرة: الجسر وما ارتفع من البنيان. افاده القاموس.
(٣) الجوشن: الصدر والدرع ولعله عطف تفسير. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.