كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام محمد بن محمد بن زيد (ع)]

صفحة 635 - الجزء 1

  العبد والأجير والتاجر ومن لا ذنب له، وما كان لك أن تأخذ من عسكرهم إلا ما أجلبوا به علينا. قال: يا ابن رسول الله تدبير الحرب أوجب هذا ولست أعاود إلى شيء تكرهه، فرأى في وجه محمد الموت، فقال: يا ابن رسول الله كل حي ميت وكل جديد بال فاعهد إلي عهدك؛ فقال: أوصيك بتقوى الله والمقام على الذب عن ديننا ونصرة أهل بيت نبيك ÷ فإن أنفسهم موصولة بنفسك، وول الناس الخيرة فيمن يقوم مقامي من آل علي، فإن اختلفوا فالأمر إلى علي بن عبيد الله فإني قد بلوت طريقته ورضيت دينه.

  فهؤلاء أئمة الهدى الذين يختارون للأمة الأصلح في باب الدين ولا يؤثرون بها الأولاد ويعقدونها للأطفال ويخادعون الأمة عن دينهم باصطناع شرارهم بالأموال.

  فلما بلغ # من كلامه إلى الحد الذي قدمنا اعتقل لسانه وهدأت جوارحه، فغمضه أبو السرايا وسجاه وكتم موته، فلما كان من الليل أخرجه في نفر من الزيدية إلى الغري فدفنه، فلما كان من غد جمع الناس فخطبهم ونعى محمد بن إبراهيم # إليهم وعزاهم عنه، فارتفعت الأصوات بالبكاء إعظاماً لوفاته، ثم قال: وقد أوصى أبو عبدالله | إلى شبيهه ومن اختاره وهو أبو الحسن علي بن عبيد الله فإن رضيتم به فهو الرضا وإلا فاختاروا لأنفسكم؛ فتواكلوا ينظر بعضهم بعضاً ولم ينطق أحد منهم.

[الإمام محمد بن محمد بن زيد (ع)]

  فوثب محمد بن محمد بن زيد # وهو غلام حدث السن، فقال: يا آل علي فات الهالك وبقي الباقي بكرمه، إن دين الله لا ينصر بالفشل، وإن يد هذا الرجل عندنا ليست بسيئة فقد شفى العليل وأدرك الثأر؛ ثم التفت إلى علي بن عبيد الله فقال: ما تقول يا أبا الحسن - رضي الله عنك - فقد رضينا بك، امدد يدك نبايعك؟