[ذكر ولاة الإمام محمد بن محمد بن زيد (ع)]
  فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن أبا عبدالله ¦ قد اختار فلم يعد الثقة في نفسه، ولم يألُ جهداً في حق الله الذي قلّده، وما أرد وصيته تهاوناً بأمره ولا أدع هذا الأمر نكولاً عنه، ولكن أتخوف أن اشتغل به عن غيره مما هو أحمد عاقبة وأفضل، فامض رحمك الله لأمرك واجمع شمل بني عمك فقد قلدناك الرئاسة علينا وأنت الرضا عندنا، الثقة في أنفسنا، ثم قال لأبي السرايا: ما ترى أرضيت به؟ قال: رضاي رضاك وقولي قولك.
[ذكر ولاة الإمام محمد بن محمد بن زيد (ع)]
  فجذبوا يد محمد بن محمد فبايعوه، ففرق العمال، فولى إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد خلافته على الكوفة، وولى روح بن الحجاج شرطته، وولى أحمد بن السري الأنصاري رسائله، وولى عاصم بن عامر القضاء، وولى نصر بن مزاحم السوق، وعقد لإبراهيم بن موسى على اليمن، وولى زيد بن موسى بن جعفر الأهواز، وولى العباس بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر البصرة، وولى الحسن بن الحسن الأفطس مكة، وعقد لجعفر بن محمد بن زيد بن علي والحسن بن إبراهيم بن الحسن على واسط؛ فخرجوا على أعمالهم.
  فأما ابن الأفطس فلم يمنعه أحد مما وجه له فأقام الحج في تلك السنة، وهي سنة تسع وتسعين ومائة. وأما إبراهيم فدان له اليمن بعد وقعات بينه وبينهم كثر فيها القتلى من حزب المسودة. وأما صاحبا واسط فإن النضر البجلي صاحب واسط خرج إليهما فقاتلهما قتالاً شديداً فثبتا له ثم انهزم ودخلا واسطاً وجبيا الخراج وتألفا الناس.
  وأما الجعفري صاحب البصرة فإنه خرج عليه علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ فاجتمعا ووافاهما زيد بن موسى بن جعفر ماضياً إلى الأهواز فاجتمعوا ولقيهم الحسن بن علي المعروف بالمأموني رجل من أهل بادعيش وكان على البصرة فلقيهم فقاتلوه فهزموه