[ذكر بعض مما رثي به الطالبيون وأبو السرايا]
  والقوم منهم مضرج بدم ... وموثق أسره ومنجدل(١)
  وفائت نفسه وذو رمق ... تطمع فيه الضباع والحجل
  في صدره كالوجار مزبدة ... تغيب فيها السنان والفتل(٢)
  يميل منها والموت يحفزه ... كما يميد المرنح الثمل(٣)
  في كفه عضبة مضاربها ... وذابل كالرِّشاء معتدل(٤)
  لخلت أن القضاء في يده ... أو المنايا في كفه رسل
  يا رب يوم حما فوارسه ... وهو لا مرهق ولا عجل(٥)
  كأنه آمن منيته ... في الروع لما تشاجر الأسل
  في موطن لا يقال عاثره ... يغص فيه بريقه البطل
  أبا السرايا نفسي مفجعة ... عليك والعين دمعها خضل(٦)
  من كان أغضى عليك مصطبراً ... فإن صبري عليك مختزل(٧)
  هلا وقاك الردى الجبان إذا ... ضاقت عليه بنفسه الحيل
  أم كيف لم تخشك المنون ولم ... يرهبك إذا حان يومك الأجل
  فاذهب حميداً فكل ذي أُكُل ... يموت يوماً إذا انقضى الأكل
(١) مضرج: أي ملطخ.
(٢) كالوجار: الوِجار بالكسر والفتح: جُحْر الضبع وغيرها، الجمع: أوْجِرةٌ ووُجُر. انتهى من القاموس.
الفتل: جمع فتيل: حبل دقيق من ليف. أفاده القاموس.
(٣) يحفزه: تقدم تفسيره في أثناء الكلام عن أبي السرايا |. يميد: أي يتحرك، والمرنح من ترنح: أي تمايل سكراً أو غيره، والثمل: تقدم ما يفيده. عن القاموس معنى.
(٤) عضبة: أي قاطعة.
(٥) قوله: مرهق: أي غير مغشى وغير محمول على ما لا يطيق وغير مدرك. انتهى أفاده القاموس.
(٦) خضل ككتف وصاحب كل شيء نَدٍ يترشف نداه. انتهى من القاموس.
(٧) مختزل: أي مقتطع. أفاده القاموس.