[ذكر من قتل من العترة (ع) في أيام المأمون]
  بن داود فجاءه العرش قبل ارتداد الطرف؛ فتهدل البيت عليه رطباً.
  وروى بإسناده عنه # أنه دعا إلى الله مرة في ليلة مظلمة، فقال: اللهم إني أسألك بالاسم الذي إذا دعيت به أجبت؛ فامتلأ البيت عليه نوراً؛ وله من الفضائل ما لو شرحناه لخرجنا إلى الإسهاب.
  وعاش إلى أيام المعتصم، وأراد الخروج فكان تشدد المتسمي بالمعتصم في أمره أعظم ممن كان قبله، وجرد المعروف بببغاء الكبير وأشناش في جيش عظيم كاملي الآلة مزاحي العلة بالأرزاق والأرفاق لا شغل لهم إلا طيافة الأقاليم لرصده # فلم يتأت له القيام والخروج مع ذلك، فمات في شوال سنة ست وأربعين ومائتين أيام المتوكل ففرح بموته أشد الفرح، وما عاش بعده إلا ستة عشر يوماً ثم قتله ولده المنتصر.
  وقد كتب له أجر المهاجرين السابقين من الأئمة الطاهرين $ وله سبع وسبعون سنة، وكان أبيض حسن الوجه تام الخلْق، قد غلب البياض على شعره لا يكاد أحد يكلمه لهيبته إلا أن يبتديه #.
  وقيل لأبي جعفر محمد بن منصور المرادي: إن الناس يقولون إنك لم تستكثر من القاسم بن إبراهيم وقد طالت صحبتك له؟ فقال: نعم، صحبته خمساً وعشرين سنة ولكنكم تظنون أنا كلما أردنا كلامه كلمناه، ومن كان يقدر على ذلك وكنا إذا لقيناه فكأنما أشرب حزناً لتأسفه على الأمة وما أصيب به من الفتنة من علماء السوء وعتاة الظلمة.
[ذكر من قتل من العترة (ع) في أيام المأمون]
  ولنرجع إلى ذكر من هلك في أيدي الظلمة وأسبابهم في أيام المأمون:
  فمن المقتولين في أيامه من فضلاء العترة الطاهرة: عبدالله بن جعفر بن إبراهيم بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وأمه: آمنة بنت عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين؛ خرج إلى فارس فقُتِل هنالك.