[ذكر بعض مما رثي به الإمام علي بن موسى الرضا (ع)]
  إن المنايا أنالته مخالبها ... ودونه عسكر جم الكراديس(١)
  أوفى عليه الردى في خيس أشبله ... والموت يلقى أبا الأشبال في الخيس(٢)
  ما زال مقتبساً من نور والده ... إلى النبي ضياء غير مقبوس(٣)
  في مَنْبَت نهضت فيه فروعهم ... لشاهق في نظام الملك مغروس(٤)
  والفرع لا يرتقي إلا على ثقة ... من القواعد والدنيا بتأسيس
  لا يوم أولى بتخريق الجيوب ولا ... لطم الخدود ولا جدع المعاطيس(٥)
  من يوم طوس الذي نادت بروعته ... لنا النعاة وأفواه القراطيس
  حقاً بأن الرضا أودى الزمان به ... ما يطلب الموت إلا كل منفوس
  ذا الخطتين وذا اليومين مفترش ... رمساً كآخر في أثواب مرموس
  لمطلع الشمس وافته منيته ... ما كان يوم الردى عنه بمحبوس
  يا نازلاً جدثاً في غير منزله ... ويا فريسة يوم غير مفروس
  لبست ثوب البلا أعزز علي به ... لبساً جديداً ونوراً غير ملبوس
(١) الكراديس: جماعات الخيل واحدها كردوس، وفي القاموس: الكردوسة بالضم: قطعة عظيمة من الخيل، وكل عظمين التقيا في مفصل، وكردس الخيل جعلها كتيبة كتيبة. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) خيس: الخيس بالكسر الشجر الملتف وموضع الأسد كالخيسة الجمع أخياس وخيَس. انتهى من القاموس.
(٣) مقتبساً: القبس محركة شعلة نار قبس يقبس منه ناراً، واقتبسها أخذها، والعلم استفاده. انتهى من القاموس. وقوله: غير مقبوس أي أصيل غير مستفاد.
(٤) في المقاتل: بباسق عوضاً عن شاهق، وهو الطويل من النخل. من القاموس.
(٥) المعاطيس: جمع معطس كمجلس ومقعد: الأنف. من القاموس.