كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام علي بن موسى الرضا (ع)]

صفحة 659 - الجزء 1

  صلى عليك الذي قد كنت تعبده ... تحت الهواجر في تلك الأحاليس⁣(⁣١)

  لولا مناقضة الدنيا محاسنها ... لما تقايسها أهل المقاييس

  أسكنك الله داراً غير زائلة ... في منزل برسول الله مأنوس

  وأنشد في ذلك الأخفش علي بن سليمان لدِعبل بن علي يرثي ابناً له، وذكر الرضا والسم الذي سقيه وينعى على بني العباس أفعالهم، فقال:

  على الكره ما فارقت أحمد وانطوى ... عليه بناء جندل ورزين⁣(⁣٢)

  وأسكنه بيتاً خسيساً أثاثه ... وإني على رغمي به لضنين⁣(⁣٣)

  ولولا التأسي بالنبي وأهله ... لأسبل من عيني عليه شؤون⁣(⁣٤)

  هو النفس إلا أن آل محمد ... لهم دون نفسي في الفؤاد كمين

  أضر بهم إرث النبي فأصبحوا ... تساهم فيهم خيفة ومنون

  رعتهم ذئاب من أمية وانتحت ... عليهم دِراكاً أزمة وسنون⁣(⁣٥)

  وعاثت بنو العباس في الدين عيثة ... تحكم فيها ظالم وظنين


(١) الأحاليس: الحلس بالكسر كساء على ظهر البعير تحت البرذعة ويبسط في البيت تحت حر الثياب ويحرك. وفي مقاتل الطالبيين: الأماليس جمع أملس وبهاء الفلاة ليس بها نبات وهذه العبارة أظهر هنا كما لا يخفى. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) جندل كجعفر: ما يقله الرجل من الحجارة وتكسر الدال. انتهى من القاموس. والرزين: الثقيل منه.

(٣) خسيساً أثاثه، في المقاتل: خسيساً متاعه.

لضنين: أي بخيل.

(٤) شؤون جمع شأن: الخطب والأمر، ومجرى الدمع إلى العين، وهذا هو المراد. انتهى أفاده القاموس والشيخ.

(٥) دراكاً: ككتاب لحاق الفرس الوحشاء وأتباع الشيء بعضه ببعض. انتهى من القاموس.