كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب عيون الفنون]

صفحة 67 - الجزء 1


= موجب لإيراده، والذي يعمل في حال كالحروف المشبهة تعمل إنْ لم تتصل بها ما الكافة، وكذا إنْ خففت إنّ، ولكنّ، وكأنّ جاز الأمران، وغير ذلك، وقد ذكر بعضهم أن الأصل في كل حرف مختص أن يعمل فيما اختص به ما لم ينزل منه منزلة الجزء، كأل، والسين، وفي كل حرف لا يختص أن لا يعمل، وإنما عملت ما ونحوها لمشابهتها لليس، و (ما) تعمل بشروط هي: ألا يتقدم خبرها على اسمها، وألا ينتقض النفي بإلا، وألا تقترن بها إن الزائدة، وعملها هو اللغة الحجازية، وبها ورد القرآن قال تعالى: {مَا هَذَا بَشَرًا}⁣[يوسف: ٣١] وبنو تميم يهملونها قال الشاعر:

ومهفهف الأعطاف قلت له انتسب ... فأجاب ما قتل المحب حرام

أي أنه تميمي.

وقد أوضحوا جميع ذلك كما أشار إليه الإمام # بقوله: ولسنا نجهل أنك تنسخ الجواب، وإنما الغرض الإشارة إلى جواب السؤال وحل الإشكال.

قوله #:

السؤال الخامس والثلاثون - وحد الحرف ولم سمي بهذا الإسم؟

قلت: الجواب هو: كلمة غير مستقلة بالدلالة على معناها كما ذكره بعض المحققين، أو ما لا يدل إلا على معنى في غيره كما حققه الرضي، وسمي حرفاً: لأن الحرف في اللغة الطرف، وهو في طرف مقابل للاسم والفعل حيث يقعان عمدة بخلافه.

قوله #:

وجاريت مجلي حلبة السوابق بالأتان، وساويت بين المغدة وقطف الحبلة.

المجلي: هو السابق من خيل السباق، وهي عشرة. والحلبة: بفتح المهملة وسكون اللام: الدفعة من الخيل، وخيل تجتمع للسباق. والمغدة: شجر حجازي له شوك. والحبلة: بالضم الكرْم.

قوله #:

السؤال السادس والثلاثون - وعلى أي وجه يحمل قول الشاعر:

جئني بمثل بني بدر لإخوتهم ... أو مثلَ أسرة منظور بن سيار

بماذا تنصب مثل؟ والتعويل على معرفتك الواسعة ألا تجعله على الموضع!

الجواب - ينصب مثل على غير الموضع بفعل محذوف معطوف على جئني، نحو: أو اذكر مثل أسرة.

قوله #:

السؤال السابع والثلاثون - وما تقول في قولهم: هو منك مناط الثريا، ومعقد الإزار، ومقعد الخاتن، وهل يجوز: هو منك مزجر الهر، ومناط الشعرى أم لا؟ فإن كان يجوز فما العلة؟ وإن كان لايجوز فما المانع؟

قلت: الجواب قد أوضح الرضي ما يجوز من ذلك وما يمتنع، وعلة الجواز والمنع بقوله: وإذا كان =