كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب عيون الفنون]

صفحة 68 - الجزء 1


= المكان في موضع الخبر عن عين فالمراد تعيين المنزلة من قرب أو بعد، قال سيبويه: لا يستعمل منه إلا ما استعملته العرب فلا يقال: هو مني مجلسك، ومتكأ زيد، ومرتبط الفرس، قال: ولو أظهرت المكان في هذه الأشياء جاز، نحو هو مني مكان مجلسك، ومكان متكأ زيد، وذلك أن المكان يستعمل قياساً في تعيين القرب أو البعد، ومما استعملته قولهم: هو مني مزجر الكلب أي: مهان، ومقعد القابلة أي: قريب، وكذا معقد الإزار، ومقعد الخاتن، وهو مناط الثريا أي: بعيد، وقال أيضاً: ويكثر حذف في وإن كان شاذاً من كل اسم مكان يدل على معنى القرب أو البعد حتى يكاد يلحق بالقياس، نحو: هو مني مزجر الكلب، ومناط الثريا، ومقعد الخاتن، ومنزلة الشغاف.

قوله #:

السؤال الثامن والثلاثون - وما تقول في قول الشاعر: أما ترى حيث سهيل ... إلخ؟

قلت: الجواب قالوا ندرت إضافة (حيث) إلى مفرد كما في البيت على رواية جره، وطالعاً حال، وبعضهم يرفع سهيلاً على أنه مبتدأ محذوف الخبر أي: حيث سهيل موجود، ومع الإضافة إلى مفرد يعربه بعضهم لزوال علة البناء أي: الإضافة إلى الجملة، والأشهر بقاؤه على بنائه لشذوذ الإضافة إلى مفرد. ذكره الرضي وغيره.

قوله #:

السؤال التاسع والثلاثون - وقولهم: هو مني ذراعان وشبران أيكون ذلك منصوباً أو مرفوعاً؟ وهل يجوز الوجهان فما العلة؟ أو لايجوز فما المانع؟

قلت: الجواب قد أفاد البحث في ذلك الرضي بتمامه حيث قال: وإذا كان ظرف المكان خبراً عن اسم عين سواء كان اسم مكان أو لا، فإن كان غير متصرف نحو: زيد عندك فلا كلام في امتناع رفعه، وإن كان متصرفاً وهو نكرة فالرفع راجح نحو: أنت مني مكان قريب، ودارك مني يمين أو شمال، وهو باق على الظرفية عند البصريين، والمضاف محذوف إما من المبتدأ أي: مكانك مني أو من الخبر نحو: أنت مني ذو مكان قريب، ومثله عند الكوفيين بمعنى اسم الفاعل فيجب رفعه، وليس بظرف، وإن كان معرفة فالرفع مرجوح نحو: زيد خلفك، وداري أمامك، وذلك لأن أصل الخبر التنكير. وإن كان خبراً عن المكان نحو داري خلفك، ومنزلي أمامك جوزوا رفعه في السعة.

إلى قوله: ويجب رفع كل واحد من ظرفي الزمان والمكان إذا كان متصرفاً، ومؤقتاً محدوداً وأخبرت به عن اسم عين لإرادة تقدير المسافة القريبة أو البعيدة نحو: دارك مني فرسخ، وأنت مني بريد، ومنزلك مني ليلة أي: ذات مسافة فرسخ، وكذا ذو مسافة سُري ليلة، فمني متعلق بمدلول الخبر أي: بعيد مني هذا القدر ... إلى قوله: وأما انتصاب نحو: داري خلف دارك فرسخين، وميلاً، وبريداً، أو يوماً وليلة، فلأن الخبر خلف دارك، ونصبها على الحال عند المبرد من الضمير في الخبر أي: ذات مسافة فرسخين، وعلى التمييز عند الجمهور، وهو تمييز عن النسبة أي: تباعدت فرسخين فالفرسخان =