[ذكر ما روي عن الإمام القاسم بن إبراهيم من المراثي في أخيه الإمام محمد (ع)]
  داني المحل بعيد الأنس أسلمه ... بر الشفيق فحبل الوصل منخرق
  قد أعقب الوصل حبل اليأس فانقطعت ... منه القرائن والأسباب والعلق
  يا شخص من لو تكون الأرض فديته ... ما ضاق مني بها ذرع ولا خلق
  بينا أرجيك تأميلاً وأشفق أن ... يغبر منك جبين واضح يقق(١)
  أصبحت يحثى عليك الترب في جدث ... حتى عليك لما يحثى به طبق(٢)
  أما تفتني بك الأيام مسرعة ... فقلّ مني عليك الحزن والأرق
  وأيما حدث تخشى غوائله ... من بعد هلكك يعنيني به الشفق
  ومما قاله من الشعر في مرثية أخيه محمد بن إبراهيم @:
  صرمَ الكَرى وصلَ الجفونِ ... وشجاك فقدان الخدينِ(٣)
  مما يهيج لك الأسى ... خلجات صرف نوى شطون(٤)
(١) يقق: أي شديد البياض.
(٢) طبق: الطبق محركة غطاء كل شيء.
(٣) صرم: قوله صرم الكرى صرم يصرم صرماً ويضم: قطعه بائناً.
والكرى: النوم.
شجاه: الشجو الهم والحزن، وقد شجاه حزنه وبابه عدى وأشجاه أغصه، وتقول منهما جميعاَ شَجِي من باب صدي، والشجى ما يَنْشِبُ في الحلق من عظم وغيره، ورجل شج وامرأة شجية على فَعِلَة، ويقال: ويل للشجي من الخلي، قال المبرد ياء الخلي مشددة، وياء الشجي مخففة، وقال: وقد شدد في الشعر، وأنشد: نام الخليّون عن ليل الشجيين؛ فإن جعلت الشجي فعيلاً من شجاه الحزن فهو مشجو وشَجِيّ كان بالتشديد لا غير.
والخدن بالكسر وكأمير: الصاحب والصديق ومن يحادثك في كل أمرٍ ظاهرٍ وباطن، وكهمزة من يخادن الناس كثيراً. انتهى من صحاح الجوهري والقاموس.
(٤) يهيج: هاج الشيء ثار وبابه باع، وهياجاً أيضاً بالكسر، وهاجه غيره من باب باع لا غير يتعدّى ويلزم. والأسى - بفتح الهمزة -: الحزن، وهو أسوان. والخلج: الجذب والاقتطاع. وصرف الدهر: حدثانه ونوائبه. والنوى: البعد والدار والتحول من مكان إلى آخر، وجمع نواة التمر. والشطون: البعيد، فكأنه قال: جذبات حوادث بعد بعيد مبالغة. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.