[كتاب عيون الفنون]
= مبعدان لها كما أن الماء في امتلأ الإناء ماء مالئ، ويجوز أن ينصب على المصدر كقولك: دنوت أنملة أي دنو أنملة كما قيل في قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}[الزخرف: ٣٢]، ويجوز رفعها، وخلف ظرف للخبر أي: ذات مسافة فرسخين خلف دارك، أو هما خبران، وكذا قولهم: داري من خلف دارك فرسخين أو فرسخان؛ لأن دخول من في مثله وخروجها على السواء قال: ويجوز أنت مني فرسخين بالنصب أيضاً على أن مني خبر للمبتدأ أي: من أشياعي، وفرسخين حال أي: ذوي سير فرسخين أو على الظرف أي في فرسخين أي: أنت من أشياعي ما سرنا فرسخين كقوله #: «سلمان منا» انتهى.
وذكر في المغني أن التقدير في (أنت مني فرسخان): بُعْدك مني فرسخان، وبهذا يتضح الجواب عن جميع ماسأل عنه الإمام # وقد طال، ولكن ليتبين الكلام.
قوله #:
السؤال الأربعون - هو مني مرأى ومسمع أيكون مرفوعاً أو منصوباً، وهل يجوز الوجهان؟
قلت: الجواب قد تبين بما سبق أنه يجوز في مثله الوجهان، وقد أفاد ذلك في القاموس حيث قال: وهو مني مرأى ومسمع أي: بالرفع، وينصب أي: بحيث أراه وأسمعه.
قوله #:
السؤال الحادي والأربعون - وما ترى في قوله تعالى: {يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ٢٦ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي}[يس] ما هي (ما) هاهنا؟ وهل عندك مايحصر أقسامها، وهل يجب حذف الألف من الإستفهامية؟ أم يجوز الحذف لها والإثبات؟ فإن قلت: يجب الحذف، فما ترى في قول حسان يا مدعي الإحسان:
على ما قام يشتمني لئيم ... إلخ؟
قلت: الجواب قال في الكشاف: فإن قلت: (ما) في بما غفر لي ربي أيُّ الماآت هي؟ قلت: المصدرية أو الموصولة أي: بالذي غفره لي ربي من الذنوب، ويحتمل أن تكون استفهامية يعني بأي شيء غفر لي ربي ثم قال: إلا أن قولك: بم غفر لي ربي بطرح الألف أجود، وإن كان إثباتها جائزاً، وفي المغني: والعجب من الزمخشري إذ جوز كونها استفهامية مع رده على من قال في بما أغويتني أن المعنى بأي شيء أغويتني أن إثبات الألف قليل شاذ، انتهى.
وأما حصر أقسام (ما) فهي تنقسم إلى قسمين: اسمية، وحرفية، وكل منهما إلى ثلاثة أقسام، فالاسمية: إلى معرفة ناقصة وهي الموصولة، وتامة وهي نوعان: عامة، وهي التي لم يتقدمها اسم تكون هي وعاملها صفة له في المعنى نحو: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}[البقرة: ٢٧١]، وخاصة وهي التي تقدمها ذلك نحو: غسلته غسلاً نعمّا، أي: نعم الغسل، وإلى نكرة مجردة عن معنى الحرف وهي نوعان: ناقصة وتامة، فالناقصة: الموصوفة، وتقدر بشيء نحو: مررت بما معجب لك، =