كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

ذكر أيام المعتصم، ومن كان بإزائه من العترة الطاهرة (ع):

صفحة 673 - الجزء 1

  التي فيها محمد بن القاسم فباتوا حولها ورموا بنبائحهم⁣(⁣١) وناموا، فرمى بنفسه من القبة إلى أسفل ونام بين الحمالين، فتحركت خرزة من فقار ظهره؛ فنام بين الحمالين، ثم عجل ليخرج، فأخذ نبيحة أحدهم وذهب ليخرج، فقال له أحد البوابين: من أنت؟ قال: أنا بعض الحمالين أردت الانصراف إلى أهلي، فقال له: نم عندي مكانك لا تأخذك العسس، فنام عنده، ولما طلع الفجر خرج الحمالون وخرج معهم فأفلت ومضى.

  فلما أصبحوا فتحوا الباب فلم يجدوه؛ فأعلموا مسروراً بخبره، فدخل على المعتصم حافياً حاسراً مستسلماً للقتل وأخبره بالخبر؛ فقال له المعتصم: لا بأس عليك إن كان ذهب فلن يفوت، إن ظهر أخذناه وإن آثر السلامة واستتر تركناه، فقال مسرور: إنما هذا من تفضلك يا أمير المؤمنين عليّ ولو جرى هذا في أيام الرشيد لقتلني.

  فاختلف في أمره فقيل: رجع إلى الطالقان فمات فيه، وقيل: انحدر إلى واسط وهو أكثر ما حققه أهل العلم بذلك الشأن.

  قال محمد بن الأزهر: رأيته يوم دخل به بغداد فرأيته ربعة من الرجال أسمر في وجهه نبذ من جدري، قد أثر السجود في وجهه.

  وقيل: إنه لما خرج من دار الخلافة في بغداد وصار إلى قطيعة الربيع إلى منزل منير بن موسى بن منير فنقله إلى منزل إبراهيم بن قيس، فاجتمعا إليه وقالا: ليس بغداد لك بدار مُقامٍ فانحَدِرْ إلى واسط قبل اشتداد الطلب عليك، فانحدر، فقيل: مات هنالك إلى رحمة الله ورضوانه، وقيل: إنه لما صار إلى واسط عبر دجلة إلى الجانب الغربي فنزل على أم ابن عمه علي⁣(⁣٢) بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين $، وكانت عجوزاً مقعدة لها سنون؛ فلما نظرت إليه وثبت


(١) الغرائر السود.

(٢) وهو والد الإمام الناصر الأطروش.