[كتاب عيون الفنون]
= أي بشيء معجب لك، والتامة في ثلاثة أبواب أحدها: التعجب نحو: ما أحسن زيداً، الثاني: باب نعم وبئس نحو: غسلته غسلاً نعمّا، أي: نعم شيئاً، نصب على التمييز عند جماعة منهم الزمخشري، وظاهر كلام سيبويه أنها معرفة تامة كما سبق، الثالث: قولهم: إن زيداً مما أن يكتب، إذا أرادوا المبالغة في الإخبار عن أحد بالإكثار من فعل أي: أنه من أمر كتابة، أي: أنه مخلوق من أمر وذلك الأمر هو الكتابة، فما بمعنى شيء، وإن وصلتها في موضع خفض بدل منها.
وإلى نكرة مضمنة معنى الحرف وهي نوعان: أحدهما الاستفهامية، والثانية: الشرطية.
والحرفية: إلى نافية، ومصدرية، وزائدة، وجميعها مشروح في كتب العربية، ومما قيل في حصر اقسامها على وجه التقريب قوله:
ستفهم شرط الوصل صفها وصف بها ... بكف ونفي مدة زد ومصدرا
١ ... ٢ ... ٣ ... ٤ ... ٥ ... ٦ ... ٧ ... ٨ ... ٩ ... ١٠
وأما حذف الألف من الإستفهامية فهو الكثير نحو: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ١}[النبأ] {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ٥}[الطارق] {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ٤٣}[النازعات] وإثباته قليل، ومنه البيت الذي ذكره الإمام فيما سبق، وقراءة عكرمة وعيسى: {عَمَّا يَتَسَاءَلُونَ ١}[النبأ].
قوله #:
السؤال الثاني والأربعون - فإن قلت: للشعر، فأين مايجوز للشاعر، والخلاف في ذلك؟
قلت: الجواب قد سبق وروده في غير الشعر، وحكي عن الأخفش أنها لغة. وأما مايجوز للشاعر والخلاف في ذلك فالجواب: قد حد الأكثر الضرورة بأنها ما وقع في الشعر مما لم يقع مثله في النثر سواء اضطر إليه الشاعر أم لا، وقال ابن مالك: مايضطر إليه الشاعر ولم يجد مندوحة عنه، وضعف بأنه ما من ضرورة إلا وتمكن إزالتها بنظم آخر، وقد تؤول له بأن مراده ألا يكون عنه مندوحة بحسب العبارات المتبادرة التي يسهل استحضارها، وقد حصرت الضرورة في ثلاثة أقسام: الحذف والتغيير والزيادة، ونظمها البدري بقوله:
أصول ضرورات العروض ثلاثة ... زيادة يتلوها التغير والحذف
فأولها أعني الزيادة تارة ... بحرفين تلفى ثم في تارة حرف
كياء الصياريف وأل في مضارع ... على ماجرى فيها ففي بعضها خلف
وثان كتذكير المؤنث عكسه ... وقطعك همز الوصل والعكس يؤلف
وفكك ذا الإدغام والعكس شائع ... وتقديمك المعطوف يامن له العطف
وبالأجنبي الفصل بين توابع ... ومتبوعها قد ساغ ها ثالثاً تقفو
كقصر لممدود وخف مثقل ... وترك لتنوين إذا ما بدا الصرف
وترخيمك اللذ للندا يصلحن لها ... وقل رب بالبدري فالطف به واعف
وجمعها الزمخشري بقوله:
=