[ذكر من عاصر المتوكل من أهل البيت (ع)]
  فعقد له على البحرين واليمامة، وخلع عليه أربع خلع في دار العامة، وأمر المنتصر فخلع عليه، وأمر بثلاثة آلاف دينار فنثرت على رأسه، وأمر ابنه المنتصر وسعد الأنياجي بالتقاطها له، فهذا هو القاعدة التي بنوا عليها سلطانهم وأسسوا بها خلافتهم دون الحق والاستحقاق الذي جعله الله لغيرهم من عترة نبيه ÷.
[ذكر من عاصر المتوكل من أهل البيت (ع)]
[الإمام الداعي إلى الله الحسن بن زيد (ع)]
  ولما تفرق الطالبيون لسوء تدبير المتوكل خرجوا في نواحي كثيرة داعين إلى الله تعالى عاملين بكتابه آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر.
  فغلب الداعي إلى الله الحسن بن زيد(١) بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ على طبرستان ونواحي الديلم، وكان بينه وبين الجنود العباسية وقعات كثيرة أكثرها له #.
  وكان فاضلاً ورعاً عالماً عاملاً شجاعاً سخياً، وله أخبار كثيرة في حروبه وسيره أضربنا عنها مخافة التطويل، ذكر في بعض أخباره أنه لما لقي عدوه في بعض حروبه فانهزم الناس عنه، فثبت في أهل بيته وأنفار من خواصه في وجه عشرين ألف فارس من نخب رجال خراسان فضاربهم بسيفه، حتى تراد الجيش إليه، فجاءوا والسيف في يده وهو يقول:
  أمن الوحدة يستوحش من يدرك ثأره؟ ... أم بغير الصبر والنجدة ينفي المرء عاره؟
  قد محا بالسيف والإسلام ما قال ابن داره
(١) قال ¦ في التعليق: وقد أنشد له ابن علية في كتاب أنساب آل أبي طالب بيتين في شأن الدنيا، فقال:
أبوكم علي أَبَتَّ الطلاق ... ثلاثاً لدنياه لاواحدهْ
فكيف رضيتم نكاحاً لها ... مطلقة الأب كالوالدهْ