كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب عيون الفنون]

صفحة 71 - الجزء 1


=

ضرورة الشعر عشر عدُّ جملتها ... قطعٌ ووصلٌ وتخفيف وتشديد

مدٌ وقصرٌ وإسكان وتحركة ... ومنع صرف وصرف تم تعديد

وهذه أفصح وتلك أوضح.

قوله #:

السؤال الثالث والأربعون - وما تقول فيها في قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا}⁣[البقرة: ٩٠] وما موضع أن ... إلخ؟

قلت: الجواب ما نكرة منصوبة مفسرة لفاعل بئس، بمعنى: بئس شيئاً اشتروا به أنفسهم، والمخصوص بالذم أن يكفروا، كذا في الكشاف، وفي الموشح يجوز أن تكون (ما) في الآية بمعنى الذي، وفي الرضي قال الفراء وأبو علي: هي موصولة بمعنى الذي، ففي قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} ما: فاعل، وأن يكفروا: مخصوص، وقال سيبويه والكسائي: (ما) معرفة تامة بمعنى الشيء، وفي قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} يجوز أن تكون على هذا القول أي على أن (ما) بمعنى الشيء، واشتروا به أنفسهم جملة متوسطة بين الفاعل والمذموم، بيان لاستحقاقه الذم، وأن تكون صفة مذموم محذوف، وقوله: أن يكفروا بدل منه، أو خبر مبتدأ محذوف، والجملة بيان للمذموم، وقال الزمخشري والفارسي في أحد قوليه: (ما) نكرة مميزة منصوبة المحل موصوفة بالجملة، والمخصوص أن يكفروا. انتهى المراد بتصرف، وبهذا يتضح جواب السؤال وأن موضع (أن يكفروا) الرفع على الاختصاص أو البدلية أو الخبرية، على مقتضى الأقوال. هذا، وفي بعض النسخ: وما موضع أن في قوله تعالى: {أن كذبوا}؟ والذي يظهر أن المراد ما في الآية والتلاوة فيها: (أن يكفروا) وإنما ذلك من تغيير الناسخ أو سبق قلم، والله أعلم.

قوله #:

السؤال الرابع والأربعون - وما تقول في قول سلامة بن جندل:

ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل ... يُعْطَى دواء قفي السكن مربوب

أخبرنا عن لفظ البيت، وعن معناه، وعن إعرابه؟

قلت: الجواب هو في وصف فرس، وأسفى صفة بمعنى خفيف الناصية، وهو خبر ليس، واسمها ضمير يعود على المتقدم ذكره، والأقنى منتصب الأنف مُحْدَوْدِبَه، وهو معيب في الخيل، وهو معطوف على الخبر، ولا سغل: هو بالسين المهملة ككتف: صغير الجثة دقيق القوائم مضطرب الأعضاء سيء الخلق، وهو معطوف ثان، قوله يعطى: مضارع مبني للمفعول نائبه ضمير مستتر يعود على الفرس، دواء بالمهملة والمد: ما داويت به، ولبن داو، وهو مفعول ثان، وقوله: قفي السكن، قفي كغني: الضيف المكرم وما يكرم به من الطعام واللبن، يحتمل النصب بدلاً من دواء أو عطف بيان، وهذا على أنه الطعام أو اللبن، والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف سواء كان الطعام أم اللبن أم الفرس =