[ذكر أيام المستعين بالله العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  وقد خلطنا أيام المنتصر بأيام المتوكل لقصر أيامه، لأن إقامته ستة شهور في الخلافة ثم سمه الطيفوري فمات، وكان يناقض أباه في أعماله فلم يتعرض لأحد من أهل البيت في أيامه بمكروه، ولا قتل منهم أحد بسببه.
  ومن أخبار المنتصر المناسبة لقبيح فعل من تقدمه من آبائه: أنه ولى أبا عمرة أحمد بن سعيد مولى بني هاشم المظالم وحاله حاله حتى قال فيه بعض أهل عصره:
  يا ضيعة الإسلام لما ولي ... مظالم الناس أبو عمره
  صُير مأموناً على أمة ... وليس مأموناً على تمره
[ذكر أيام المستعين بالله العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  ولما توفي المنتصر قام الملقب المستعين بالله، وهو: أبو العباس أحمد بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد، أمه: أم ولد يقال لها محارق.
  بويع له: يوم الاثنين لأربع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين، وهو جارٍ مجرى من تقدمه من انتهاك المحرمات، على أنهم كانوا ينعتونه بالصلاح بالإضافة إلى من سبقه.
[الإمام يحيى بن عمر الحسيني (ع)]
  وفي أيامه قام الإمام يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب À ويكنى: أبا الحسين، وأمه: أم الحسين فاطمة بنت الحسين بن عبدالله بن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب $.
  كان خرج في أيام المتوكل إلى خراسان فرده عبدالله بن طاهر فأمر المتوكل بتسليمه إلى عبدالله بن الفرج الرخجي فسلم إليه، فكلمه بكلام فيه بعض الغلظة فرده يحيى # وشتمه، فشكا ذلك إلى المتوكل، فأمر فضرب درراً ثم حبسه في دار الفتح بن خاقان.
  فمكث على ذلك مدة، ثم أطلق فمضى إلى بغداد، فلم يزل بها حيناً، ثم خرج إلى الكوفة ودعا إلى الرضا من آل محمد، وأظهر العدل وحسن السيرة على طريق