[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]
  أصحاب يحيى بن عمر # إلى بغداد.
  ولم يكن فيما رؤي قبل ذلك من الأسارى أحد لحقه ما لحقهم من العنف وسوء الحال، كانوا يساقون وهم حفاة سوقاً عنيفاً فمن تأخر ضربت عنقه، فورد كتاب المستعين بتخلية سبيلهم فخلوا إلا رجلاً كان يعرف بإسحاق بن جناح كان صاحب شرطة يحيى بن عمر فحبسوه حتى مات؛ فآذنوا به محمداً فخرج توقيعه: يدفن الرجل النجس الرجس إسحاق بن جناح مع اليهود ولا يدفن مع المسلمين، ولا يصلى عليه ولا يغسل ولا يكفن؛ فأخرج بثيابه ملفوفاً في كساء قومسي على نعش حتى جاءوا به الخربة فطرح به على الأرض وألقي عليه حائط، وأحسنوا في إساءتهم حيث لم يساعدوا أميرهم في قبر عبد مسلم في مقابر اليهود، ولا جرم له إلا نصرة ذرية الرسول ÷.
  وكان قد خرج مع يحيى # جماعة من وجوه أهل الكوفة وفضلاء الناس، منهم: أبو محمد عبدالله بن زيدان بن يزيد العجلي، خرج معه معلماً وكان أحد فرسان الناس، ولم يزل محاذراً للسلطان حتى توفي في أشباهه من الفضلاء.
[ذكر بعض مما رُثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]
  ولم يُرْثَ أحد من أهل البيت $ قبل يحيى ولا بعده بمثل ما رُثي به(١)،
(١) قال ¦ في التعليق: ومما رثي به # ما قاله أحمد بن طاهر الشاعر من قصيدة طويلة:
سلام على الإسلام فهو مودع ... إذا ما مضى آل النبي فودَّعُوا
فقدنا العلا والمجد عند افتقادهم ... وأضحت عروش المكرمات تضَعْضَعُ
اتجمع عين بين نوم ومضجع ... ولابن رسول الله في الترب مضجَعُ
فقد أقفرت دار النبي محمد ... من الدين والإسلام فالدار بلقَعُ