كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]

صفحة 695 - الجزء 1

  ورثاه أهل الإجادة والشعراء بمراثٍ كثيرة فلو ذكرناها لخرجنا إلى الإسهاب، وإنما نذكر قصيدة ابن الرومي؛ لأنه من الشعراء المجيدين، ومن لا يتهم عليهم


=

وقُتِّل آل المصطفى في خلالها ... وبدِّد شمل منهم ليس يُجمَعُ

ألم تر آل المصطفى كيف تَصْطَفِي ... نفوسهم أُمُّ المنون فتتبع

بني طاهر واللؤم منكم سجية ... وللغدر منكم حاسر ومُقَنَّعُ

قواطعكم في الترك غير قواطع ... ولكنها في آل أحمد تَقْطَعُ

لكم كل يوم مشرب من دمائهم ... وغلتها من شربها ليس تنقع

رماحكم للطالبيين شرع ... وفيكم رماح الترك بالقتل شُرَّعُ

لكم مرتع في دار آل محمد ... وما داركم للترك و [الحبش] مَرتَعُ

أخِلْتُم بأن الله يرعا حقوقكم ... وحق رسول الله فيكم مضيَّعُ

وأضحوا يُرَجُّون الشفاعة عنده ... وليس لمن يرميه بالوتر يشفَعُ

فَيُغلب مغلوب ويُقْتل قاتل ... ويُخْفض مرفوع ويُدنى المرفَّعُ

ومما رثى به # قول علي بن محمد الجماني أيضاً:

لعمري لئن سرت قريش بِهُلْكِهِ ... لما كان وَقَّافاً عداه التوقف

فإن مات تلقاء الرماح فإنه ... لمن معشر يشنون موت التترف

فلا تشمتوا فالقوم من يبق منهم ... على سنن منهم مقام المخلف

لهم معكم أما جدعتم أنوفكم ... مقامات مابين الصفا والمعرف

تراث لهم من آدم ومحمد ... إلى الثقلين من وصايا ومصحف

وممن رثاه بعض شعراء عصره، ومن جزعٍ على فقده:

بكت الخيل شجوها بعد يحيى ... وبكاه المهند المصقول

وبكته العراق شرقاً وغرباً ... وبكاه الكتاب والتنزيل

والمصلى والبيت والحجـ ... ـر جميعاً لها عليه عويل

كيف لم تسقط السماء علينا ... يوم قالوا أخو الحسين قتيل

وبنات النبي يندبن شجواً ... مُوْجَعَات دموعهن تسيل

ويؤمَّن للرزية بدراً ... فقده مفظع عزيز جليل

قطعت وجهه سيوف الأعادي ... بِأَبِيْ وجهه الوسيم الجليل

قتله مُذْكِرٌ لقتل علي ... وحسين ويوم آوى الرسول

فصلاة الإله وقفاً عليهم ... ما بكى موجعٌ وحن نكول

تمت من المروج للمسعودي.