[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]
  في الحكاية؛ لأنهم مواليه والمحسنون إليه، فكان قوله فيهم أولى من قول غيره.
  ورأينا ذكر القصيدة بطولها لأن فيها شرح حال الفريقين بما لا يمكن دفعه إلا بالمباهتة والمكابرة وعلى أن الجاهد في تغطية حالهم كمن يروم تغطية قرص الشمس بكفيه، وهي هذه:
  أمامك فانظر أي نهجيك تنهج ... طريقان شتى مستقيم وأعوجُ
  ألا أيهذا الناس طال ضريركم ... بآل رسول الله فاخشوا أو ارتجوا(١)
  أفي كل يوم للنبي محمد ... قتيل زكي بالدماء مضرجُ(٢)
  تبيعون فيه الدين شر أئمة ... فلله دين الله قد كاد يمرج(٣)
  لقد ألحجوكم في حبائل فتنة ... وللملحجوكم في الحبائل ألحج(٤)
  بني المصطفى كم يأكل الناس شلوكم ... لبلواكمو عما قليل مفرج(٥)
  أما فيهمو راعٍ لحق نبيئه ... ولا خائف من ربه متحرج
  لقد عمهوا ما أنزل الله فيكمو ... كأن كتاب الله فيهم ممجمج(٦)
  لقد خاب من أنساه منكم نصيبه ... متاع من الدنيا قليل وزبرج(٧)
  أبعد المكنى بالحسين شهيدكم ... تضيء مصابيح السماء وتسرج
(١) ضريركم: المضارة.
(٢) زكي: الزكي الصالح، والمضرج: الملطخ.
(٣) يمرج: يفسد ويضطرب.
(٤) ألحجوكم: أدخلوكم وأوقعوكم، لحج في المراد أدخل فيه ونشب، والحبائل: جمع حبالة وهي المصيدة، وألحج: أكثر لحجاً، وهو بمعنى أعظم دخولاً ووقوعاً في شراك الفتنة.
(٥) شلوكم بالكسر: العضو والجسد من كل شيء.
(٦) ممجمج: يعني مرمي غير مقبول.
(٧) الزبرج: الزينة من الوشم والجواهر.