[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]
  لنا وعلينا لا عليه ولا له ... تُسجسجُ أسراب الدموع وتُنْشج(١)
  وكيف يبكى فائز عند ربه ... له في جنان الخلد عيش مخرفج(٢)
  فإن لا يكن حياً لدينا فإنه ... لدى الله حي في الجنان مزوج
  وقد نال في الدنيا سناء وهيبة ... وقام مقاماً لم ينله مُزلَّج(٣)
  شَوىً ما أصابت أسهم الدهر بعده ... هوى ما هوى أو مات بالرمل بخرج(٤)
  وكنّا نرجّيه لكشف عظائم ... بأمثاله أمثالها تتبلج(٥)
  فساهمنا ذو العرش في ابن نبيه ... ففاز به والله أعلى وأفلج(٦)
  مضى ومضى الفراط من أهل بيته ... يؤم بهم ورد المنية منهج
  فأصبحت لا هم أبسأوني بذكره ... كما قال قبلي في البسؤ مؤرج(٧)
  ولا هو أنساني أساي عليهمو ... بلى هاجه والشجو للشجو أهيج
(١) تسجسج: أي تغص بالبكاء.
وتنشج: أي تسيل.
(٢) مخرفج: أي واسع ناعم.
(٣) ينله: أي لم يقمه. مزلج: كمحمد القليل والملصق بالقوم وليس منهم، والرجل الناقص، والدون من كل شيء، والبخيل. تمت من القاموس.
(٤) شوى: الشوى الأمر الهين.
بخرج بالراء: ولد البقرة.
(٥) تتبلج: تضيء وتشرق.
(٦) أفلج: أي أغلب.
(٧) أبسأوني: بسأ بالأمر تهاون. مؤرج: شاعر وهو المؤرج السدوسي القائل:
روعت بالبين حتى لا أراع له ... وبالمصائب من أهلي وجيراني
لم يترك الدهر لي علقاً أضن به ... إلا اصطفاه بنأي أو بهجران