كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]

صفحة 697 - الجزء 1

  لنا وعلينا لا عليه ولا له ... تُسجسجُ أسراب الدموع وتُنْشج⁣(⁣١)

  وكيف يبكى فائز عند ربه ... له في جنان الخلد عيش مخرفج⁣(⁣٢)

  فإن لا يكن حياً لدينا فإنه ... لدى الله حي في الجنان مزوج

  وقد نال في الدنيا سناء وهيبة ... وقام مقاماً لم ينله مُزلَّج⁣(⁣٣)

  شَوىً ما أصابت أسهم الدهر بعده ... هوى ما هوى أو مات بالرمل بخرج⁣(⁣٤)

  وكنّا نرجّيه لكشف عظائم ... بأمثاله أمثالها تتبلج⁣(⁣٥)

  فساهمنا ذو العرش في ابن نبيه ... ففاز به والله أعلى وأفلج⁣(⁣٦)

  مضى ومضى الفراط من أهل بيته ... يؤم بهم ورد المنية منهج

  فأصبحت لا هم أبسأوني بذكره ... كما قال قبلي في البسؤ مؤرج⁣(⁣٧)

  ولا هو أنساني أساي عليهمو ... بلى هاجه والشجو للشجو أهيج


(١) تسجسج: أي تغص بالبكاء.

وتنشج: أي تسيل.

(٢) مخرفج: أي واسع ناعم.

(٣) ينله: أي لم يقمه. مزلج: كمحمد القليل والملصق بالقوم وليس منهم، والرجل الناقص، والدون من كل شيء، والبخيل. تمت من القاموس.

(٤) شوى: الشوى الأمر الهين.

بخرج بالراء: ولد البقرة.

(٥) تتبلج: تضيء وتشرق.

(٦) أفلج: أي أغلب.

(٧) أبسأوني: بسأ بالأمر تهاون. مؤرج: شاعر وهو المؤرج السدوسي القائل:

روعت بالبين حتى لا أراع له ... وبالمصائب من أهلي وجيراني

لم يترك الدهر لي علقاً أضن به ... إلا اصطفاه بنأي أو بهجران