كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]

صفحة 698 - الجزء 1

  أبيت إذا نام الخلي كأنما ... تبطن أجفاني سَيَالٌ وعوسج⁣(⁣١)

  أيحيى العلى لهفاً لذكراك لهفة ... يباشر مكواها الفؤاد فينضج

  أحين تراءتك العيون جِلاءها ... وأقذاءها ظلت مراثيك تنسج

  بنفسي وإن فات الفداء بك الردى ... محاسنك اللاتي تمخ فتُنهج⁣(⁣٢)

  لمن تستجد الأرض بعدك زينة ... فتصبح في أثوابها تتبرج

  سلام وريحان وروح ورحمة ... عليك وممدود من الظل سجسج⁣(⁣٣)

  ولا برح القاع الذي أنت جاره ... يرف عليه الأقحوان المفلج⁣(⁣٤)

  ويا أسفاً أن لا ترد تحية ... سوى أرج من طيب رمسك يأرج

  ألا إنما ناح الحمائم بعدما ... ثويت وكانت قبل ذلك تهزج⁣(⁣٥)

  أذم إليك العين أن دموعها ... تداعى لنار الشوق حين توهج⁣(⁣٦)

  وأحمدها لو كفكفت من غروبها ... عليك وخلت لاعج الحزن يلعج⁣(⁣٧)

  وليس البكا أن تسفح العين إنما ... أحر البكاءين البكاء المولج⁣(⁣٨)

  أتمتعني عيني عليك بعبرة ... وأنت لأذيال الروامس مدرج⁣(⁣٩)


(١) سيال وعوسج: نوعان من الشوك.

(٢) تمخ: تزداد نماء ونضارة، يقال: أنخ العود إذا ابتل وجرى فيه الماء. وتنهج: أي يقتدى بها.

(٣) سجسج: أي البارد اللين.

(٤) الأقحوان: البابونج زهر شجر أبيض كثير النفع.

(٥) تهزج: أي تغني مع ترنم.

(٦) توهج: أي توقد بشدة.

(٧) غروبها: دموعها. ولاعج الحزن: مؤلمه.

(٨) المولج: اسم مفعول بمعنى المدخل إلى القلب.

(٩) أتمتعني: أتساعدني وتنفعني. والروامس: الرياح التي تدفن الآثار. والمدرج: المسلك.