كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]

صفحة 704 - الجزء 1

  أبى الله إلا أن يطيبوا وتخبثوا ... وأن يسبقوا بالصالحات ويَفْلُجوا⁣(⁣١)

  وإن كنتمو منهم وكان أبوهمو ... أباكم فإن الصفو بالرنق يمزج⁣(⁣٢)

  أروني امرأً منهم يزن بابنة ... ولا تنطقوا البهتان فالحق أبلج⁣(⁣٣)

  لعمري لقد أغرى القلوب ابن طاهر ... ببغضائكم ما دامت الريح تنأج⁣(⁣٤)

  سعى لكمو مسعاة سوء ذميمة ... سعى مثلها مستكره الرجل أعوج

  فلن تعدموا ما حنت النيب فتنة ... تحش كما حش الحريق المؤجج⁣(⁣٥)

  وقد بدأت لو تزجرون بريحها ... بَوائجُها من كل أوب تبوج⁣(⁣٦)

  بني مصعب ما للنبي وأهله ... عدو سواكم أفصحوا أو فلجلجوا

  دماء بني عباسهم وعليهم ... لكم كدماء الترك والروم تهرج⁣(⁣٧)

  يلي سفكها العوران والعرج فيكمو ... وغوغاؤكم جهلاً بذلك تبهج

  وما بكمو أن تنصروا أولياءكم ... وتلك هناة في الصدور تخلج⁣(⁣٨)

  ولو أمكنتكم في الفريقين فرصة ... لقد أظهرت أشياء تلوى وتحنج⁣(⁣٩)


(١) يفلجوا: أي يفوزوا بالظفر.

(٢) الرنق: الكدر.

(٣) يزن: أي يتهم.

(٤) ابن طاهر: يريد به محمد بن عبدالله بن طاهر بن الحسين بن مصعب، ويقال لأسرة طاهر هذا: آل طاهر، وبني مصعب. وتنأج: يقال نأجت الريح تنأج إذا تحركت ومرت سريعاً مع صوت.

(٥) النيب: جمع ناب وهي الناقة المسنة، وهي أحنّ النوق إلى أولادها. تحش: تحرق. والمؤجج: المتقد.

(٦) البوائج جمع بائجة وهي: الداهية. وتبوج: تظهر، يقال تبوج البرق: تكشف ولمع.

(٧) تهرج: مأخوذ من الهرج بمعنى القتل.

(٨) تخلج: تأجج أي تحرك.

(٩) الفريقان: العباسيون والعلويون. تلوى: تطوى. وتحنج: تخفى.