[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]
  أبى الله إلا أن يطيبوا وتخبثوا ... وأن يسبقوا بالصالحات ويَفْلُجوا(١)
  وإن كنتمو منهم وكان أبوهمو ... أباكم فإن الصفو بالرنق يمزج(٢)
  أروني امرأً منهم يزن بابنة ... ولا تنطقوا البهتان فالحق أبلج(٣)
  لعمري لقد أغرى القلوب ابن طاهر ... ببغضائكم ما دامت الريح تنأج(٤)
  سعى لكمو مسعاة سوء ذميمة ... سعى مثلها مستكره الرجل أعوج
  فلن تعدموا ما حنت النيب فتنة ... تحش كما حش الحريق المؤجج(٥)
  وقد بدأت لو تزجرون بريحها ... بَوائجُها من كل أوب تبوج(٦)
  بني مصعب ما للنبي وأهله ... عدو سواكم أفصحوا أو فلجلجوا
  دماء بني عباسهم وعليهم ... لكم كدماء الترك والروم تهرج(٧)
  يلي سفكها العوران والعرج فيكمو ... وغوغاؤكم جهلاً بذلك تبهج
  وما بكمو أن تنصروا أولياءكم ... وتلك هناة في الصدور تخلج(٨)
  ولو أمكنتكم في الفريقين فرصة ... لقد أظهرت أشياء تلوى وتحنج(٩)
(١) يفلجوا: أي يفوزوا بالظفر.
(٢) الرنق: الكدر.
(٣) يزن: أي يتهم.
(٤) ابن طاهر: يريد به محمد بن عبدالله بن طاهر بن الحسين بن مصعب، ويقال لأسرة طاهر هذا: آل طاهر، وبني مصعب. وتنأج: يقال نأجت الريح تنأج إذا تحركت ومرت سريعاً مع صوت.
(٥) النيب: جمع ناب وهي الناقة المسنة، وهي أحنّ النوق إلى أولادها. تحش: تحرق. والمؤجج: المتقد.
(٦) البوائج جمع بائجة وهي: الداهية. وتبوج: تظهر، يقال تبوج البرق: تكشف ولمع.
(٧) تهرج: مأخوذ من الهرج بمعنى القتل.
(٨) تخلج: تأجج أي تحرك.
(٩) الفريقان: العباسيون والعلويون. تلوى: تطوى. وتحنج: تخفى.