[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]
  إذاً لاستقدتم منهمو وتر فارس ... وإن ولياكم فالوشائج أوشج(١)
  أبى أن تحبوهم يد الدهر ذكركم ... ليالي لا ينفك منكم متوج(٢)
  وإني على الإسلام منكم لخائف ... بوائق شر بابها الآن مرتج(٣)
  وللحزم أن يستدرك الناس أمركم ... وحبلهمو مستحكم العقد مدرج
  نظار فإن الله طالب وتره ... بني مصعب لن يسبق الله مدلج(٤)
  لعل قلوباً قد أطلتم غليلها ... ستظفر منكم بالشفاء فتثلج(٥)
  ومن قول علي بن محمد بن جعفر العلوي يذكر دخولهم على محمد بن عبدالله بن طاهر:
  قتلت أعزّ من ركب المطايا ... وجئتك أستلينك في الكلام
  وعزّ عليّ أن ألقاك إلا ... وفيما بيننا حد الحسام
  ولكن الجناح إذا أهيضت ... قوادمها تدف على الإكام(٦)
  ومن أخرى:
  تضوع مسكاً جانب النهر أن ثوى ... وما كان لولا شلوه يتضوع(٧)
  مصارِع أقوام كرام أعزة ... أتيح ليحيى الخير في القوم مصرع
(١) استقدتم: طلبتم الأخذ بالثأر. والوشائج: جمع وشيجة وهي اشتباك القرابة.
(٢) يد الدهر: مدة زمانه.
(٣) البوائق: جمع بائقة وهي الداهية المهلكة. ومرتج: مغلق.
(٤) نظار: اسم فعل أمر يطلب به الانتظار. المدلج: يريد الساري بالليل طلب الهرب.
(٥) غليلها: الغليل الضغن والحقد.
(٦) أهيضت: أي كسرت بعد الجبر.
(٧) يتضوع: أي انتشرت رائحته.