كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام محمد بن زيد (ع)]

صفحة 715 - الجزء 1

  أيامه وأيام أخيه، وانتصفت من الأعداء، وأقام بها سوق العدل والتوحيد، ونفى الجبر والتشبيه، والمذاهب الردية من القدر والإرجاء.

  وكان المتولي لحرب المتغلب على خراسان: إسماعيل بن أحمد، فحاربوه مراراً كثيرة وهو يهزمهم ويقتلهم في أكثر تلك الوقائع، وكان يهم بسرير الملك ببغداد فقصدوه بكل جهدهم وقضيضهم إلى خراسان، فأوقع بهم وهزمهم على جاري العادات؛ فلما تفرق جنده للغنائم والأسارى وكان قائد إسماعيل بن أحمد يقال له: محمد بن هارون لما رأى انتشار الناس نصب رايته على رأسه فثابت إليه المنهزمة فعطف والناس في الانتشار فالتقاه محمد بن زيد # في عدة يسيرة وثبت له فقاتل حتى أصيب بجرائح كثيرة مثخنة قاتلة ولم يعرف.

  وأسر ابنه زيد بن محمد بن زيد فسئل عن أبيه، فقال: عهدته يقاتل؛ فمر به رجل من الجند تحته فرس أبيه، فقال: هذا فرس أبي، فسأل الجندي؛ فقال: وجدت عليه شيخاً جريحاً لا حراك به فرميت به عنه وأخذت الفرس؛ فجاءوا إلى موضعه فوجدوه وبه رمق فمات بجرجان، ومشهده بها مشهور مزور وسيرته مدونة مشهورة استغنينا بظهورها عن سطرها في كتابنا هذا.

[ذكر بعض مما رُثِي به الإمام محمد بن زيد (ع)]

  ورُثي بمراثٍ كثيرة نذكر هاهنا بعضها؛ فمنها: قصيدة أبي الحسن علي بن الحسن الناصر للحق # ورويناها بطولها لاستجادتنا لها، وهي هذه:

  نأت دار ليلى بسكانها ... وأوحش معهد جيرانها

  وعاقكَ عنْ وصلها عائقٌ ... يرد النفوس بأشجانها

  وقد كان يجمعنا للوصا ... ل إحدى مواعد إحسانها

  وعهدي بها وهي تقتادنا ... بألحاظ أعين غزلانِها

  منازل تجمع بين المزور ... فأزور عامر بنيانها