كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كتاب عيون الفنون]

صفحة 73 - الجزء 1


= قلت: الجواب الألاء كسحاب، ويقصر: شجر مر دائم الخضرة واحدته ألاءة، وألاء أيضاً كسحاب كذا في القاموس، فالنسبة إليه ألائي كسحابي إذ ليس يجمع، وأما تصغير واحده وهي ألاءة فقال نجم الدين: وإن كانت الهمزة أصلية خليتها كأُليئة في تصغير ألاءة انتهى.

وهذا هو تصغير الألاءة، إلا أنها تحذف التاء؛ إذ هو جنسه كتمر وتمرة فتقلب ألفه ياء، وتدغم في ياء التصغير، وتبقى الهمزة كما ذكره نجم الدين.

قوله #:

السؤال التاسع والأربعون - وسود من الصيدان فيها مذانب *** يصاد إذا لم نستفدها نعارها

هل نونه زائدة أم أصلية؟

قلت: الجواب في البيت تحريف في نسخ الشافي الموجودة لدينا ولفظه على الصحة كما في أساس البلاغة للزمخشري هكذا:

وسود من الصيدان فيها مذانب الـ ... نضار إذا لم نستفدها نعارها

الصيدان: بفتح الصاد النحاس، والذهب، وحجارة البرام، والمراد هنا القدور من النحاس، والمذانب جمع مذنب: المغرفة، والنضار بالنون مضمومة، وبالضاد المعجمة، والألف والراء: الذهب، وقيل: كل خالص منه ومن غيره، ونعارها: بنون مضمومة وهو مضارع مبني للمجهول من العاريّة.

والبيت لأبي ذؤيب يقول: وسود من القدور النحاس فيها مغارف الذهب إذا لم نستفدها - أي: نتملكها - نعارها أي: نعطاها عارية، ومحل السؤال: النون من الصيدان، وقد تبين أنها زائدة لأنه في مادة صيد فوزنه فعلان، والله ولي التوفيق والإحسان.

قوله #:

السؤال الخمسون - وهل صدئ يتعدى أم لا؟ أم يجوز فيه الوجهان؟

قلت: الجواب إن صدئ مهموز، ومعتل، فيقال من المهموز: صدئ الفرس كفرح، وكرم أي فيه شقرة إلى السواد، والحديد: علاه الطبع والوسخ، والرجل: انتصب فهذا لازم، ويقال: صدأ المرآة كمنع، وصدّأَها: جلا صداها ليكتحل به، وهذا متعد، والمعتل صدي كرضي فهو صدٍ، وهذا لازم أفاده في القاموس.

السؤال الحادي والخمسون - وهل صدى من قولهم صاغر صدى مهموز أم لا؟

قلت: الجواب قال في أساس البلاغة: ومن المجاز رجع فلان صاغراً صدئاً: لزمه صدأ العار، واللؤم، انتهى فهو مهموز لأنه ذكره في المهموز.

قوله #:

السؤال الثاني والخمسون - وهل قول ذي الرمة: لم تقصع صرائرها، من صريرة أم من صارة؟

=