[كتاب عيون الفنون]
= قلت: الجواب البيت:
فانصاعت الحقب لم تقصع صرائرها ... وقد نشحن فلا ري ولا هيم
كذا في شرح النهج قال فيه: قصع الماء عطشه أي: أذهبه وسكنه، وفيه الصرائر جمع صريرة، وهي: العطش، وفي أساس البلاغة: ومن المجاز قصع صارته قتل عطشه، وفي القاموس: الصارة: الحاجة، والعطش الجمع صرائر.
والبيت في وصف حمر الوحش، يقول: انصاعت أي مرت مسرعة، والحقب جمع الأحقب: الحمار الوحشي الذي في بطنه بياض، ونشحن بالنون، والشين المعجمة، والحاء المهملة أي: شربن دون الري، والرمة: بالضم قطعة من الحبل بالية، وبها سمي ذو الرمة، ومنه دفع إليه الشيء برمته، وأصله أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبل في عنقه فقيل لكل من دفع شيئاً بجملته، والرمة بالكسر: العظام البالية.
قوله #:
السؤال الثالث والخمسون - ولم لم تصرف صمصامة في قول الشاعر: تصميم صمصامة حين صمما؟
قلت: الجواب إن كان صمصامة علماً كما هو اسم لسيف عمرو بن معدي كرب فلوجود العلتين: العلمية والتأنيث اللفظي، وإلا فللضرورة كقوله:
وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
قوله #:
السؤال الرابع والخمسون - الصِّديق كثير الصدق، وكثير التصديق أيّ القولين أولى بالمعنى؟ الأول أو الآخر، فإن قال: الأول أولى لأن فعيلاً إنما يأتي من فعل مثل: السكيت من سكت، كان في ذلك قول لغيرك ممن يلعب بطيرك؟
قلت: الجواب إنهما على السواء لوروده منهما، ووجه الاعتراض في قول الإمام كان في ذلك قول لغيرك هو جعل أحدهما أولى، وقد أوضح ذلك جار الله بقوله: الصّديق من أبنية المبالغة، والمراد فرط صدقه، وكثرة ما صدق به من غيوب الله وآياته وكتبه ورسله. انتهى.
وفي العلوي: وهو مأخوذ إما من الصدق أو من التصديق، انتهى.
قوله #:
السؤال الخامس والخمسون - وما يقال للأرض التي تنبت الصلّيان؟ هذه أرض مَهْ؟
قلت: الجواب يقال هذه أرض مُصَلاّة، والصليان: بكسر المهملة، وباللام المشددة المكسورة، والمثناة من تحت فألف فنون نبت واحدته بهاء، أفاده في القاموس، وفي الفائق: نبات تجذبه الإبل، وتسميه العرب: خبزة الإبل، وتأكله الخيل، وقد اختلف في وزنه، فقيل: فعّلان بكسر الفاء، وتضعيف العين، وقيل: فعليان بكسر الفاء، وسكون العين، وكسر اللام. أفاده في حواشي الرضي، =