كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام محمد بن زيد (ع)]

صفحة 721 - الجزء 1

  وزال لمثواه عن أمة جده ... وعترته طود من العز أمنع

  تحوطهمو كف عليهم شفيقة ... وعين له إن يهجعوا ليس تهجع

  تفرق من بعد التآلف شملهم ... وكان به شمل النبوة يجمع

  تساوى الورى في هُلكه بعد ملكه ... فكلهمو فيه معزىً مُفَجَّع

  فلم أر إلا ضاحكاً في حياته ... ومذ مات إلا باكياً يتوجع

  فلا عذر إذ لم يدفع الموت دونه ... وكنا به ريب الحوادث ندفع

  على أنه لو شاء نجاه سيفه ... وطرف كلمح البرق أو هو أسرع

  ولكن أبى إلا التأسي بعصبة ... من آل رسول الله بالطفّ صرّع⁣(⁣١)

  ولما رأى أن الفرار خزاية ... وأن سبيل الموت للحر أوسع

  فأرسا جناناً لا يهال إلى الردى ... ولا هو مما يفزع الناس يفزع

  فما زال يحمي عرضه وذماره ... ويشرع في حوض المنايا ويكرع

  تناهبه زرق الظباء حشاشة ... لها سائق منه إلى الموت أسرع⁣(⁣٢)

  ولو لم يخنه سيفه بانقطاعه ... لظلت به أعداؤه تتقطع

  فخر ولم يدنس من العار وجهه ... كما لاح برق في دجى الليل يلمع

  وما مات حتى مات من خوفه العدا ... وكانت به في نومها تتفزع

  ولله ماذا ضم حول ضريحه ... وأعجب منه كيف لا يتصدع

  وكانت به الدنيا تضيق برحبها ... تظل وتمسي منه تخشى وتطمع


(١) من آل: (نخ) لآل.

(٢) زرق: الزرق بالضم النصال. والظبة: كثبة حد السيف أو السنان ونحوه، جمعه: أظب وظباة وظبون بالضم والكسر، وظبا كهدى. انتهى من القاموس.