[ذكر بعض مما رثي به الإمام محمد بن زيد (ع)]
  تروح المنايا والعطايا بكفه ... سجالاً على الأدنى ومن هو أشسع
  أظل الورى إنعامه وانتقامه ... يعز مواليه وعاصيه يُقمع
  ومنها:
  فإن أفرح الأعداء مصرع موته ... فقد طال ما عاشوا وهم منه فجّع
  فقلت لهم لا تشمتوا بمصابه ... فما منكم إلا له الموت مشرع
  فخير المنايا ميتة السيف في الوغى ... كما خير عيش ما عدا السيف يمنع
  ومنها:
  فبالسيف محيانا ومنه مماتنا ... كذا السيف بالأخيار ما زال يولع
  لقد عاش في الدنيا جميلاً ممنعاً ... ومات كريماً عن حمى الدين يمنع
  فيا راكباً بلغ سلاماً ورحمةً ... بجرجان قبراً ظل للبر يجمع
  بعقوته حل ابن زيد محمد ... فحل بلاء بالبرية مفظع(١)
  وأضحت بقاع الأرض فيه تنافست ... وودت جميعاً أنها هي مضجع
  فصلى عليه الله ما ذر شارق ... وناح حمام في ذرى الأيك يسجع
  فأقسمت لا ينفك قلبي مفجعاً ... عليه وعيني ما دجا الليل تدمع
  وكانت شهادته # يوم الجمعة في شهر رمضان سنة سبع وسبعين ومائتين.
  وقام بعده # في أيام المعتضد بأمر الله، أحمد بن إبراهيم ختن الداعي @ فظهر ظهوراً شافياً، وخطب له على منابر جرجان وقومس ونساء ونيرود ونيسابور، وكسر جيش رافع بن هرثمة وصار رافع وجيشه إليه مستأمناً وخادماً؛ فاضطرب منه المعتضد اضطراباً شديداً ألجأه إلى الشخوص لقتاله
(١) العقوة: المحلة وما حول الدار. تمت ق.