كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ترجمة الحسن بن محمد بن الحنفية وأخيه عبدالله]

صفحة 729 - الجزء 1

  وظهر من عسكره التأذين بأشهد أن علي بن الفضل رسول الله، قال لأصحابه: قد تعين علينا فرض جهاد هذا الكافر، قال أصحابه: لا قدرة لنا عليهم وهم عدد كثير؛ فقال #: وما يجزعكم من عدوكم وأنتم ألفا رجل، فقالوا: إنما نحن ألف واحد، فقال: أنتم ألف وأنا أقوم مقام ألف وأكفي كفايتهم.

  وكان يضرب ضرب جده علي بن أبي طالب À ضرب بنجران على باب ميناس رجلاً فجذب السيف من بين رجليه، فلما نظر إليه ابن حميد، قال: استروا ضربة هذا العلوي فوالله لئن رآها الناس لا تناصروا.

  وطعن رجلاً فأمرقه وشاله بالرمح فتثنى قصب الرمح وانكسر، وطعن رجلاً على باب الهجر بنجران فرمى به وبفرسه في أراكة، وكان في ملاحم كثيرة يضرب بسيفه حتى يغرى بيده فلا ينفك إلا بالماء السخن، فقال:

  غريت أنامل راحتي بصفيحتي ... لله در خبعثن أغراها⁣(⁣١)

  وكان إذا كان مسالماً وأرخى الليل سدوله نزل إلى مصلى له في أسفل داره ولم يزل يصلي ويبكي ويقرأ إلى طلوع الفجر؛ فأطل عليه بعض خدامه فاستحلفه لا ذكرت هذا لأحد من خلق الله في حياتي، فما ذكره للناس إلا بعد وفاته.

  ودخل ذات يوم وقد كان جلس للناس يريد النوم، قال الراوي: فرجعت فإذا هو في مكانه، فقلت: يا ابن رسول الله ألم تكن أردت النوم؟ فقال: دخلت وهممت بذلك، فقلت: ما يؤمنني أن ببابي طالب حاجة أو مظلوماً فأكون قد أثمت فخرجت على الفور.

  وكان شعاره في الحرب: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}⁣[الحج]، وكان يقاتل على فرس يقال له أبو الحماحم كان لا يقوى على حمله في الحرب غيره لا لسمن كان فيه ولكن لقوته وشدته.


(١) الخبعثن: كقُذَعْمِل وسفرجل: الرجل الضخم الشديد، والأسد. أفاده في القاموس.